دخل كثير من الناس في الإسلام عن طريق التجار المسلمين، فعرفت تركستان الشرقية في الصين الإسلام عن طريق التجار المسلمين فانتشر الإسلام بين الصينيين وقد وصل التجار المسلمون إلى بلدان جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين وغيرها وكان التجار المسلمون وراء وصول الإسلام إلى جزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا، ودخل الإسلام فيتنام أيضاً عن طريق التجار المسلمين. وكان للتجار المسلمين دور بارز في نقل الإسلام من الشمال الإفريقي إلى وسط وشرق وجنوب إفريقيا. لكن ما هي أخلاق التاجر المسلم التي فُتحت بها مغاليق القلوب للإسلام؟!. إن أولئك التجار الذين نتحدث عنهم ما قدموا شيئاً كثيراً غير أنهم تخلقوا بأخلاق الإسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال له ربه ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ “. والتي أخبر بها صلى الله عليه وسلم عن نفسه حينما قال: ” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” رواه البيهقي. وهي الأخلاق التي أمرنا بها صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ” رواه الترمذي.
وعن مسروق قال كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو يحدثنا إذ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً ” رواه البخاري. وللتجارة في الإسلام أخلاق عامة مخصوصة بها أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ أَطْيَبَ الْكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا اشْتَرُوا لَمْ يَذِمُّوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا ” رواه البيهقي. أمانة التاجر هي التي تظهر خلقه لمن يتعامل معه، وتبرز مدى تأسي هذا التاجر برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدى تمسكه بدينه وحرصه على تجسيد صورة الإسلام في نفسه. وللتاجر الأمين مكانة عظيمة عند الله تبارك وتعالى، فيلحق بركب النبيين والصديقين والشهداء. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء “. رواه الترمذي.