لكي ننطلق نحو تثمين السياحة بولاية الجلفة، يجب أن نضع في حسابنا ذهنية السائح… فهو إذا قرّر السياحة في أرض الله، فلن يكون ذلك إلا هروبا من الروتين والملل وبحثا عن الراحة والتجديد والمغامرة والاكتشاف والتسوّق والتعارف وحضور المواسم الفلاحية والرياضية والثقافية والتراثية والعلمية بل واقتناء ملابس ومنتوجات تقليدية جديدة وتذوّق أكلات محلية وغيرها.
إن هذا التنوع لن يجده السائح في غير ولاية الجلفة، ولا يكاد يتوفّر في أيّ ولاية أخرى بل تكاد تنفرد به ولاية الجلفة عالميا إذا ما أحصينا مثلا جبل حجر الملح الذي لا يوجد له نظير في العالم سوى جبال الملح البلورية في سويسرا والأرجنتين. وإذا عدنا إلى الصناعة التقليدية الموجودة متفرّقة بولايات الهضاب العليا والجنوب، فإن ولاية الجلفة تشتمل على كل تلك الصناعات التقليدية مجتمعة مثل الزربية والبرنوس والقشابية والأحذية الجلدية (الصباط الطعبي بالجلفة) وسرج الحصان والخيمة والحلي والجواهر التقليدية والأكلات التقليدية والخُف (الجوارب) واللباس النسوي التقليدي والأدوات المنزلية التقليدية مثل الڤربة (الماء) والعكة (الرُّب والعسل) والشكوة (اللبن)… بل وتكاد تنفرد ولاية الجلفة وطنيا بالأعمال الإبداعية لفن الأرابيسك والنحت على الخشب.
تتمتع ولاية الجلفة بالعديد من المقومات السياحية ذات المناظر الخلابّة التي تتميز بسحر جمالها الآسر، ما جعل لها تصنيفا ضمن المدن ذات المناظر الجميلة ذات الهواء النقي، مناظر مكنتها من جلب عشاق الطبيعة الباحثين عن متعة المنظر ونقاء الهواء، بعيدا عن ضغط المدينة وازدحامها، حيث تعانق حدائق الجلفة صخورها الصلبة في تشكيلة رائعة وهي تمد للسائح بساطها.
ونظرا لما تتمتع به ولاية الجلفة من أماكن طبيعية وخلابة جعلتها بحق تستحق الزيارة والمشاهدة لتكون بذلك مركز جذب سياحي يحوي عدة مواقع ساحرة تخلد في ذهن السائح طويلا، حيث تتمازج الجبال الصخرية بالطبيعة الغراء.
“سن الباء” الغابة الخضراء
تبعد “غابة سن الباء” عن مدينة الجلفة بخمسة كيلومترات، والتي تقع قرب أهم جبال أولاد نايل “الأطلس الصحراوي”، وتعد غابة “سن الباء” موقعا سياحيا بامتياز، حيث تجلب الكثير من السواح الباحثين عن متعة أنظارهم وراحة نفوسهم، كما تعد مكانا للترفيه تقصده الكثير من العائلات الجلفاوية خلال عطل نهاية الأسبوع، واستحقت بذلك هذه الغابة التي تتربع على مساحة إجمالية مقدرة بـ 19.800 هكتار خلال فترة من الزمن، أن تكون قبلة العائلات ومقصدا هاما للزوار والمواطنين.
قبلة الزوار خلال فصل البرد
تزخر ولاية الجلفة بالعديد من الحمامات المعدنية ما أهلها لصدارة السياحة الحموية التي تزدهر خلال فصل الشتاء، حيث تقصد العديد من العائلات من مختلف ولايات الوطن خلال موسم الشتاء ولاية الجلفة قصد التمتع بمياه حماماتها الطبيعية وسواء بغرض العلاج من الحالات المرضية أو للمتعة والترفيه نظرا لميزتها السياحية، الثراء الإيكولوجي و البعد الترفيهي لها، إضافة إلى ما توفره من منافع صحية جمّة تبعا لقدرة مياهها على علاج قاصديها من عدة أمراض، على نحو صارت معه هذه “السياحة الحموية” قبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام..
الحمّامات.. الوجه الآخر للسياحة بالجلفة
لا يليق الحديث عن السياحة في الجلفة دون ذكر حمّاماتها المعدنية التي يبلغ عددها ثلاثة منتشرة عبر الولاية وما توفره من منافع صحية جمّة تبعا لقدرة مياهها على علاج قاصديها من عدّة أمراض، على نحو صارت معه هذه “السياحة الحموية” رافدا اجتماعيا وقبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام.
ومن دون شك أن حمام الشارف الذي تعدَّت شهرته حدود الوطن يأتي في مقدمة هذه المنشآت السياحية.
أ- المنبع الحموي لحمام الشارف:
يعود تاريخ هذا المنبع إلى القرن 19، ففي سنة 1897 بدأت الدراسة لتحديد الخصوصيات التي تأتي من مختلف منابع عين الحمام، وعرف هذا الموقع بداية أول تهيئة في سنة 1929 تاريخ بناء حمامين اثنين، ويتواجد هذا المنبع على بعد 07 كم شرق مقر بلدية الشارف وعلى بعد 50 كم من مقر الولاية غربا الذي يبعد بـ 300 كم جنوب العاصمة، ويرتفع بـ 1150 م حيث ينبع من مكان يسمى “الحاجية” وهو سهل المنفذ للطريق الوطني رقم 46 وهذا ما يفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة وكذا البلديات المجاورة وحتى مناطق أخرى بعيدة زيادة على المناخ الجزئي الذي يميز المنطقة ويخفف كثيرا من درجة الحرارة الصيفية. ومن خصوصياته حسب الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية في سنة 2002، فإن هذا المنبع له خصوصيات فيزيائية، كيماوية وعلاجية من عدة أمراض.
ب- المنبع الحموي للمصران :
يوجد هذا المنبع بالقرب من الطريق الوطني رقم 01 على بعد 08 كم جنوب مقر بلدية حاسي بحبح، وهو منبع حموي يرتفع على سطح البحر بـ 850 متر، ويقول باحثون إنّ المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بمقدار 10 لترات في الثانية، وبحرارة خروج 52 درجة مئوية من شأنها معالجة عدّة أمراض مختلفة.
ج- المنبع الحموي لقطارة :
يقع هذا المنبع في بلدية قطارة التي تبعد بـ 170 كم إلى الجنوب الشرقي من مقر ولاية الجلفة وإلى الشمال الشرقي من مقر القرارة بولاية غرداية وعلى ارتفاع 387 م، كما يتميز هذا المنبع بخصوصيات معدنية استنادا إلى دراسة المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية.
حمام “الشارف”… مركز حموي ومقصد سياحي
يعود تاريخ إنجاز حمام الشارف الشهير إلى القرن التاسع عشر، وعرف أول تهيئة له سنة 1929 إثر بناء حمامين اثنين، ويقع على بعد 7 كيلومترات شرق مقر بلدية الشارف وعلى بعد 50 كلم غرب مقر الولاية و300 كيلومتر جنوب العاصمة، ويتواجد هذا المنبع الحموي على منعرجات ومشاهد خضراء، إذ يرتفع هذا الحمام عن سطح البحر بـ 1150 متر، زيادة على المناخ الذي يميز المنطقة ويخفف من درجة الحرارة صيفا ويمنح الدفء شتاء.
بلدية الشارف.. هذه المنطقة الصغيرة والهادئة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، والحاملة بين طياتها العديد من الأسرار والأساطير، باتت قبلة تستقطب الكثير من العائلات من مختلف ولايات الوطن حتى أصبحت المفضلة لدى الكثير من الباحثين عن الراحة والمتعة بين حماماتها المعدنية ومناظرها الطبيعية الخلابة للتنزه والترويح عن النفس، ناهيك عن السواح الذين يقصدونها من كل صوب وحدب، بحكم أن “حمام الشارف” بحسب دراسات يتمتع بعدة خصوصيات فيزيائية وكيمائية وعلاجية تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترا في الثانية، فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل، ويُستغل هذا المنبع تقليديا بينما تحاول الدوائر الرسمية أن تحسن عملية استغلاله وتجعله أقرب إلى الحداثة.
“حمام الصالحين”… آفاق مستقبلية لسياحة واعدة
غير بعيد عن حمام شارف، تجد “حمام الصالحين” الذي يعود تاريخ اكتشافه إلى القرن السابع عشر وهو يتوفر على مياه حموية حارة وعلى مدار السنة وحسب مخابر باستور، فإن هذه المياه تعالج عدة أمراض من بينها أمراض الكبد والجلد وكذا الروماتيزم .
كما يعتبر هو الآخر قطبا سياحيا بامتياز، وهو مقوم أساسي للسياحة في المنطقة، حيث يدعم الاقتصاد المحلي ولو بالشيء القليل كونه يكتسب أهمية من حيث تميز مياهه بخاصية ربما لا تتميز بها كامل الحمامات ألا وهي حرارة مياهه النابعة من جوف الأرض والتي تجعل هذا المركب المقصد السياحي الأكثر نجاعة والأكثر استقطابا للزوار واستثمارا للولاية في مجال السياحة التي تعتبر مصدرا لخلق الثروة وامتصاص البطالة.
“سد الخريزة” سحر للعيون وملهم للقلوب
تظل المناظر الخلابة تأسرك وأنت على طريق الجهة الغربية لبلدية الشارف، ومنذ أن تشد الرحال متجها لمنطقة “سد الخريزة”، الذي يعتبر أكبر سد بالولاية لما يتمتع به من مساحة كبيرة ومناظر خلابة، وهو ما جعل السواح يحجون إليه من أجل أخذ صور تذكارية خاصة مع وجود الطيور المهاجرة التي تمنح الصورة جمالا إضافيا، كما يقصده هواة الصيد لاصطياد أسماكه المتنوعة.
“شلال عمورة” لوحة فنية تسر الناظرين
في لوحة بانورامية وزخرفة فنية من إبداع الخالق، تجد “شلال عمورة” التابعة لبلدية فيض البطمة، يمكن لك الاستمتاع بمناظره الطبيعية الفاتنة التي تزداد كلما زاد اقترابك من موقع الشلال الذي تتجلى فيه رهبة الخالق، ففي سريان واديه عبر السفوح والصخور الملساء تشكيل للوحة طبيعية غاية في الجمال، مجرى سريان الماء يشكل شلالات مختلفة يصب بعضها في برك مائية مشكلة مسابح طبيعية بين الصخور والأشجار والطبيعة الخضراء، كما يشكل الطريق إلى “شلال”- رغم صعوبة منعرجاته ومنحدراته- مكانا آخرا لالتقاط الصور التذكارية، حيث يلتقي هناك الزائرون من مختلف أنحاء الوطن
وحتى من خارجه.
حدائق الحيوانات ومحميات طبيعية تأسر الزوار وتسحر الأفئدة
تتمتع ولاية الجلفة بالكثير من المحميات الغابية والمرافق السياحية العائلية، إضافة إلى حدائق الحيوانات التي تشرف عليها محافظة الغابات، والتي من شأنها إبراز أهم الحيوانات وأندرها، كما تقف بالمنطقة جبال حجر الملح شامخة في صمود أزلي قاوم الزمن والطبيعة وحافظ على روعة منظره التي تأسر أعين الناظرين.
يكفي ولاية الجلفة أن الطبيعة وحدها وهبتها جميع العوامل التي تجعل منها منطقة سياحية بكل ما تتطلبه من مواصفات، ومن حق الجلفة أن تفتخر وتتباهى بما تكتنزه من مواقع سياحية تؤهلها لتصنّف من بين أحسن الولايات الجنوبية على المستوى الوطني فليست الشمال بغنى فلاحته وليست الجنوب بشساعته وتداخل واحاته الخلابة، بل هي بوابة الصحراء همزة الوصل بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب والمحور الرئيسي لفك عزلة الجنوب الكبير ولا يحتاج زائرها إلى قطع مسافات كبيرة للوصول إليها، أين تستقبل زائريها بمنتهى الجود والكرم وتحتضنهم بسحرها الرائع أين يصير للأفق جمالا مختلفا يتنوع بين ما هو تاريخي وما هو طبيعي من كثبان رملية وحمّامات معدنية وواحات خضراء ذات التنوع الفريد والصور الجميلة.
الجلفة بدلالة الحفريات
إنّ تاريخ ولاية الجلفة حسب المصادر يعود إلى العصر الحجري القديم، الفترة الطبيعية حيث كان الانسان يسكن في العراء والكهوف والمغارات المحصورة بين 12000 الى 8000 سنة قبل الميلاد، وهذا استنادا للمواقع الأثرية للفن الصخري برصيد 37 موقعا أثريا. هذا، وتتسم المواقع الأثرية والتاريخية في الجلفة بكثرة التنوع، احتل الصدارة فيها فن الرسم على الصخور والمتمركزة في كل من الجلفة، سيدي مخلوف ومسعد.
موقع زكار
تعتبر زكار الواقعة على بعد 37 كلم من الجلفة بلدة صغيرة من النوع البربري شوارعها تلتقي كلها عند المسجد بوسط القرية، بناياتها شاهدة على مرور الأمير عبد القادر والجيوش الفرنسية، وعن مقربة من البلدة توجد أول محطة أثرية لعصور ما قبل التاريخ اكتشفت في المنطقة، تحت أحد الملاجئ الطبيعية، تضم زكار تنوعا كبيرا من فن الرسم على الصخر يتنوع بين رسم فيل والجاموس العتيق والكركدن ورسومات أخرى للحيوانات المنقرضة.
وجنوب شرق بلدية زكار على بعد حوالي 02 كم نجد “دير الدقاورين” الموقع المكتشف سنة 1907 من طرف القاضي “ماون” وهو مصنف كتراث وطني منذ 1982 والمتكون من:
أ- مخبأ صخري يعرض لوحة فنية رائعة لمشهد صيد متحرك يبرز الحركة الآنية الواقعية للعلاقة الطردية الطبيعية بين نوعين من الحيوانات: الأسد والضبي، بالإضافة لمجموعة من الحيوانات: النعامة، الفيلة الأربعة، أروية، حيوان بقري…
ب- جدارية وحيد القرن بالمنظور الجانبي
ج- جدارية المرأة
موقع عين الناقة
يقع الموقع جنوب شرق مقر الولاية على بعد 33 كم جنوب شرق بلدية المجبارة و المكتشف سنة 1965 من طرف السيد “لوتيلو” وهو مصنف كتراث وطني منذ عام 1979 المكون من 05 جداريات والتي تعرض زوجي الجاموس العتيق، العاشقين الخجولين، صياد يحمل فأسا مرفقا بثلاثة كلاب، ثلاثة أشخاص برؤوس مستديرة، شخص رافع يده، حمل ذا القرص المستدير …الخ
وبالتقدم قليلا من “عين الناقة” نحو “بوسكين” ومن هناك عبر الممر الكبير نحو “صافية بورنان” نجد نقوشا لحيوانات متوحشة وأليفة في ذلك الزمن بحوالي 4000 سنة قبل الميلاد، أين كانت تعيش هناك عدّة أنواع من حيوانات إفريقيا شبه الصحراوية.
موقع حجرة سيدي بوبكر
يقع الموقع جنوب غرب مقر الولاية على بعد 38 كم شمال غرب بلدية عين الابل والمعروف بتسمية المزار المكتشف سنة 1956 من طرف الأب “دوفيلاري” والسيد “برافيل”، وهو مصنف كتراث وطني منذ عام 1982، عبارة عن جدارية صخرية كبيرة على شكل فطر مغطاة بالنقوش الصخرية على واجهاتها الأربعة: حمل ذا القرص المستدير، شخص ذا رأس مستديرة يلبس سترة، فيل، كبش جميل بكريات، أحصنة، كلاب، نعامة، نقوش لستين يد، عشرة نقوش تبين حد لنعل، أشكال مستطيلة وهناك أيضا آثار مجوفة لأيادي تبدو حديثة.
موقع خنق الهلال
يقع الموقع جنوب غرب مقر الولاية على بعد 38 كم، شمال غرب بلدية عين الإبل على بعد حوالي 21 كم والمعروف بتسمية “خنيق قيلان” المكتشف سنة 1966 من طرف الأب “دوفيلاري” والسيد “برافيل” وهو مصنف كتراث وطني 1982، عبارة عن جدارية صخرية عمودية كبيرة تحمل نقوشا لمجموعة من الحيوانات: الجاموس العتيق، حمل ذا قرص مستدير يحمل عقدا على رقبته، أسد كبير الحجم وفيل..
موقع المعالم الجنائزية كاف الدشرة
على بعد 07 كم شمال غرب عاصمة الولاية، توجد بقايا عدة قبور يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، وهي عبارة عن كومات من الحجر دائرية الشكل وهي متواجدة في عدة أماكن من المنطقة، بعض القبور هناك تعتليها قبب من نوع الدولمان، يعتقد الباحثون أنها لمجموعة من السرد جاءت الى المغرب نحو ألف سنة قبل الميلاد – معظم القبور قد انتهكت- وفي الجانب الغربي من الرابية توجد آثار لقرية بربرية محصنة، وللعلم أن الموقع اكتشف سنة 1884 من طرف فرقة عسكرية تابعة للجيش العسكري عن طريق الصدفة، ويحتوي على 35 معلما جنائزيا، موزعا إلى: 27 دولمان و05 فضاءات جنائزية وجثوة ذات صندوق و02 جثوة بسيطة.
موقع المعالم الجنائزية عين لوكاريف
المعروف ببنيان الجهلاء على بعد 09 كم شمال غرب عاصمة الولاية، على بعد 02 كم غرب الطريق الوطني رقم 01، وعلى ارتفاع 19 مترا، اكتشف سنة 1884 من طرف فرقة عسكرية تابعة للجيش العسكري إثر توغلها، على مسافة تقدر بـ 60000 م2 موجه نحو الطاحونة العسكرية القديمة، ويحتوى الموقع على 22 معلما جنائزيا موزعا كالآتي :
بازينة و11 جثوة ذات صندوق و03 جثوة ذات فوهة و06 فضاءات جنائزية و جثوة بسيطة
وإضافة للمواقع المصنفة، تمتلك الجلفة أبنية عديدة لعصور غابرة في التاريخ كالأطلال الرومانية بمسعد، حيث توجد قلعة القائد الروماني “ديميدي” وقرى بربرية بزكار وعمورة …..الحارة بعين الإبل، الساعة الرومانية بعمورة وأبنية شاهدة على التاريخ الحديث وأبنية عديدة محافظة على جوهرها تحكي حقبا قريبة من الزمن بقلب مدينة الجلفة منها “دار البارود” “البريد الرئيسي”، “السوق بوسط المدينة”….” “مسجد البرج” اقدم مسجد بالمدينة، “مسجد بن دنيدينة “، “مسجد أحمد بن الشريف ” الذي تحتضنه الساحة المميزة ساحة محمد بوضياف والمسجد العتيد بالشارف وجامع الراس بمسعد وغيرها من الأماكن التي زادت من بهاء إرث تاريخ ولايتنا.
المساحات الخضراء وطابعها المميز
حبا الله الجلفة بأماكن طبيعية وخلابة تستحق الزيارة والمشاهدة ذات الجذب السياحي تتوزع على عدّة مواقع وهي متنوعة ومتميزة وتلعب الغابة فيها دورا جوهريا في مكافحة مشكلة التصحر باعتبارها آخر حصن ضد زحف الرمال ومن بين أهم هاته المساحات نجد.
الإرث الطبيعي أساس المورد السياحي في الجلفة
بالاستناد الى مقومات الجذب السياحي إلى طبيعة خلابة ومناخ معتدل ومواقع متفاوتة الرونق والجمال مشكلة بذلك علاقة تكاملية بين الطبيعة والسياحة والمتمثلة في:
الزهرز الغربي :
يتراءى لنا من قرب الطريق الوطني رقم 01 بعلوّ يصل إلى 820 م، ويظهر في شكل هضبة طويلة تتربع على مساحة 340 كم2 ، وشكل هذه الهضبة هو نتيجة لتعامل ثلاث عمليات انجراف وهي: الذوبان الكيميائي، الحفر عن طريق السيلان والعمق بالانجراف والرياح.
الكثبان الرملية :
تستقبل الكثبان الرملية الساحرة زوارها على بعد 10 كم جنوب حاسي بحبح، تظهر على شكل حقل للكثبان الرملية وتمثل أحد المعالم الأكثر أهمية، تبدو كأنها العرق الكبير والتجول فيها مريح، كما أن الحمام الرملي يستهوي أي زائر لها ….سحر السياحة الصحراوية في قلب السهوب. وهي عبارة عن كثبان متنوعة الألوان من الأحمر الى اللون البني تمتد على مرمى البصر.
محمية الصيد :
تتواجد محمية الصيد ضمن تراب بلديتي عين معبد ودار الشيوخ تمتد على مساحة 31.886,25 ها تتضمن غابة طبيعية ومساحة لإعادة التشجير لها أهمية بالغة في حماية وتنمية الأصناف الحيوانية المحمية، ومتابعة وحماية حيوانات الصيد، إقامة جرد للثروة الحيوانية للمحمية، البحث والتجربة على الحيوانات المفترسة ….تمكن زائرها من قضاء وقت ممتع ومريح والتعرف على حيوانات نادرة …كما تعد المكان الأمثل للسياحة البيئية.
حجر الملح : يُعد معلما جيو سياحي وثالث جبل ملح في العالم، يوجد ببلدية عين معبد ويبعد عن مدينة الجلفة بحوالي 30 كم شمالا و15 كم عن هضبة الزهرز ويمثل حجر الملح أحد المعالم الأكثر أهمية في ميدان الجيولوجيا، فهو عبارة عن تركيبة من الملح الذي يظهر في وسط مكونات القارية الحجرية، حيث يمثل في الميدان السياحي متعة للمشاهدة بألوانه المتغيرة من الأصفر إلى الأخضر و البنفسجي وأحيانا إلى الأحمر، مما يعطي خليطا متجانسا وجميلا أين تخرج عيون تشكل شطوطا بيضاء ويصنع سيلان الماء المتشعب زربية رائعة من الملح …من المشاهد الأكثر سحر جيولوجي وأعجوبة طبيعية …ملح صخري على الخريطة السياحية.. يحتضن ألوان الطيف حين تلامس أشعة الشمس بلورات الصخور.
منطقة عمورة: منطقة تحيط بها جبال وعرة المسالك، تتخللها بصمات عميقة للديناصورات، مطلة على منظر خلاب للصحراء والكهوف الرائعة والحدائق المبهرة والشلالات العذبة…تمتزج فيها لوحات طبيعية تستدعي التأمل .
وبالإضافة الى هذا نجد مواقع أخرى متباينة التميز نعرّج عنها سريعا ومتمثلة في:
جبل بوكحيل هذا الجبل الشاهد على الكفاح الثوري بالمنطقة والمزدان بالمناظر الآخاذة والساحرة ترسمها التباينات المذهلة في ذهن عشاق شموخ جبال أولاد نايل وشساعة الصحراء، وكذا منطقة غابة قطية الى تقرسان وجبل حواس وواد الفج بسد رحال
وغيرها من المناطق التي تعكس جمال طبيعة جلفتنا.
لمياء بن دعاس



