تتنافس 9 أفلام عربية ضمن قائمة الأوسكار في الدورة الـ 93 لأكاديمية فنون وعلوم السينما في الولايات المتحدة عن فئة أفضل فيلم دولي أجنبي “غير ناطق بالإنجليزية”، وعلى الرغم من اختلاف هوية الأفلام التي أتت من بلدان عربية مختلفة، فإن أغلبها اتفقت في التعبير عن الصراعات وقضايا الوطن العربي والهموم التي يعيشها المواطن البسيط أيضا.
ويمثل الجزائر فيلم المخرج جعفر قاسم “هليوبوليس” (Héliopolis) والذي يأخذنا لأسرة عادية في الجزائر تتغير حياتها في الثامن من ماي عام 1945 وهو يوم انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبداية اندلاع المظاهرات الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والمطالبة بالاستقلال، وهو أيضا اليوم الذي سجل تاريخيا بأنه مذبحة سطيف وقالمة لما تعرض له الجزائريون من قمع دموي من قبل مليشيات المستوطنين الفرنسيين”.
الفيلم من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما التابع لوزارة الثقافة، وشارك في بطولته عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول بمشاركة عدد من الممثلين الفرنسيين.
ومن تونس ينافس على أوسكار أفضل فيلم أجنبي “الرجل الذي باع ظهره”، والذي اختارت من خلاله المخرجة التونسية كوثر بن هنية أن ترصد قيمة سياسية بجانب الإنسانية، فترصد المعاناة التي يعيشها السوريون بعد الحرب الأهلية، وإجبارهم على الهرب من وطنهم من أجل الحفاظ على حياتهم من خلال الشاب سام الذي يعيش في لبنان ويحاول الانتقال إلى أوروبا من أجل لقاء حبيبته، فلا يجد وسيلة إلا أن يقبل أن يتحول جسده إلى عمل فني حي، ومن هنا يحصل على تأشيرة للسفر.
دندنة حول القضية الفلسطينية
المفارقة هو وجود فيلمين عن القضية الفلسطينية في المسابقة نفسها، حيث يمثل الأردن فيلم “200 متر” (200 Meter ) والذي اختار مخرجه أمين نايفة أن يغلف فكرته بقضية إنسانية بحتة بعيدا عن شعارات السياسة، من خلال البطل الذي يفصل بينه وبين عائلته جدار عازل 200 متر.
ويرصد الفيلم المعاناة التي يعيشها حين يحاول الذهاب إلى ابنه بعد دخوله المستشفى، والصعوبات التي تواجهه، فيتعامل نايفة مع القضية بشكل إنساني، بعيدا عن المعتاد في الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية.
مفاتيح المكسرة
معاناة الحرب والتطرف لشاب موسيقي سوري يعيش في قرية منكوبة في سوريا ويحاول الخروج منها، فيقرر أن يبيع البيانو الخاص به، لكنه يعاني بسبب وجود قوى متشددة بدأت تمنع الموسيقى، فيوقعه حبه للموسيقى في حيرة، فهو غير قادر على العزف، وغير قادر أيضا على مغادرة المنطقة المنكوبة التي يعيش فيها.
ستموت في العشرين
بعد حصوله على جائزة أسد فينسيا ونجمة الجونة الذهبية والعديد من الجوائز والإشادات، يمثل فيلم “ستموت في العشرين” (You Will Die at 20) السودان، وهو الفيلم الذي وضع مخرجه أمجد أبو العلاء كواحد من أهم المخرجين الواعدين في إفريقيا.
ويطرح الفيلم سيطرة فكرة الموت على إحدى القرى شبه المعزولة في السودان وسلطة علماء الدين القوية عليها، وسطوة العادات والتقاليد في تشكيل طبيعة البشر في تلك القرية، وعلى النقيض نرى الطبيعة الساحرة، فيصبح البطل مزمل هو النموذج الذي يسير على النقيضين والذي يخاف من أن تنتهي حياته بعد نبوءة وفاته في العشرين من العمر، ورغبته القوية في الحياة.
معاناة اجتماعية
في قالب رومانسي اجتماعي يقدم الفيلم المصري “لما بنتولد” (When We’re Born)، المعاناة الاجتماعية لـ3 شخصيات مختلفة.
ولا يمكن تصنيف الفيلم بأنه الأفضل في مناقشة قضايا اجتماعية مهمة، لكن على الرغم من ذلك، ونظرا للظروف التي واجهها العالم والمعايير التي تشترط عرض الفيلم تجاريا في دار عرض، وعدم تضمين الأفلام التي عرضت على منصات ضمن الاختيار، أصبح “لما بنتولد” هو الخيار الأفضل خاصة مع تدني المستوى الفني للأفلام الأخرى.
لص يتحول إلى قديس
يمثل المغرب فيلم “معجزة القديس المجهول” (The Unknown Saint) للمخرج علاء الدين الجم، وبطولة يونس بواب وصالح بن صالح وأنس الباز وحسن بديدة، وتدور أحداثه عن لص يقرر أن يختبئ في الجبل بعد أن سرق مبلغا كبيرا قام بدفنه في الصحراء وأقام عليه قبرا، لكنه يقع في يد الشرطة، وحين يخرج من السجن يجد أن القبر الذي بناه قد تحول إلى ضريح يزوره العديد من المرضى.
سيدة البحر
كما يشارك فيلم المخرجة السعودية شهد أمين “سيدة البحر” (Scales) الذي يرصد معاناة المرأة من خلال “حياة” التي تعيش في قرية صغيرة، حيث يطلب من كل أسرة أن تقدم لمخلوقات البحر ابنتهم، ليقوم رجال القرية بصيد مخلوقات البحر وأكلها، وقد حرصت المخرجة على عرض الفيلم بالأبيض والأسود لإيصال رسالة عن معاناة المرأة.
يقام الحفل المقبل لتوزيع جوائز “الأوسكار” هذا العام بمدينة لوس أنجلوس في 25 أفريل بدلا من الموعد المعتاد في فيفري، بسبب تأثير فيروس كورونا على صناعة السينما.
ب/ص