من العطاء الرباني 

من العطاء الرباني 

من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله بالحب؛ فتظَل تلاحقك ملامح ومظاهر حبِّ الناس لك، في عيونهم تجده، في استقبالهم تجده، في اهتمامهم، وفي السؤال عنك تجده. من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله ويختصك بأن يستخدم يديك في وضع الطعام على مائدة المحتاجين. من العطاء الرباني لك أن يستعملكِ الله لترسمي ضحكةً أو ابتسامةً على وجه زوجكِ. من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله حين تكون معلمًا، فتُعطي الدرس في الشرح حقَّه، وتتقي الله في كل سطر وصفحة، ولا تقهر طُلَّابك من أجل أن يدرسوا لديك دروسًا خصوصية. من العطاء الرباني لك حين يستعملك الله لتكون جارًا صالحًا تحمل لجارك خيرًا إن كان لديك، أو تمنع على الأقل شرَّكَ عنه فلا تزيد عليه عِبْئًا، ولا تزيده همًّا ولا غمًّا.

من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله للمصحف؛ فيجعلك له رفيقًا، ويجعله لك صديقًا، فيُعوِّدك على حمله، والتعلُّق به، والنظر إليه، والقراءة فيه، فتظل تقرأ الربع والحزب والجزء والجزء، وتشعر بأنك ما زلتَ ظمآن من القرآن لم يشبعك كثرة مائه، ولو كان باردًا. من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله مع المريض، فحين تعلم أن فلانًا مريضًا فهو سبحانه يوفقك في أن يجعلك تهتم به، فتأخذك الهمة في سرعة الاتصال لتجبر الخاطر، وتثبت الحب، وترضي الرب، وتحضرك الملائكة السبعون ألفًا. من العطاء الرباني لك أن يستعملك الله، فيجعلك تمنح اهتمامك بالآخرين خاصةً المقربين حتى لو لم يمنحوك. من العطاء الرباني لك أن يستعملك مع الوالدين؛ فيوفقك لتحترم والديك وتطيعهما، وتخفض لهما جناح الذُّلِّ من الرحمة. من العطاء الرباني لك أن يمنحكِ الله رِضا زوجِكِ؛ فتظلِّي تحيين تحت ظلال جَنَّتِه حتى تلتقيا في جنة الآخرة.