خرجت، الجمعة، حشود كبيرة من المواطنين في مسيرات شعبية بعدد من ولايات الوطن، تعبّر عن تضامن الشعب الجزائري الثابت مع غزة، وتندد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني.
في العاصمة الجزائر، جابت المسيرة شارع ديدوش مراد وصولا إلى ساحة البريد المركزي، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية والجزائرية، وردّد المشاركون شعارات قوية مثل “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”، و”الحرية لغزة”، و”التطبيع خيانة”، في مشهد عكس عمق الارتباط الشعبي بالقضية الفلسطينية. أما في قسنطينة، فقد تجمع مئات المواطنين في ساحة أول نوفمبر، وسط حضور لافت للعائلات والطلبة، حيث عبروا عن سخطهم من الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بالخروج من صمته ووقف الإبادة الجماعية في غزة. وفي وهران، شهدت الساحة الكبرى أمام مقر الولاية وقفة تضامنية ضخمة، تخللتها كلمات لممثلين عن المجتمع المدني وجمعيات حقوقية، دعوا فيها إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة، ومحاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية. أما في سطيف وباتنة، فقد تحولت شوارع المدينة إلى منصات دعم لغزة، حيث شارك أئمة وطلبة جامعيون ونقابيون في وقفات ومسيرات رفعوا خلالها صور الشهداء من الأطفال الفلسطينيين، مطالبين بوقف فوري للعدوان. وفي الجنوب، لم تكن ورقلة وغرداية خارج المشهد، حيث نظّم المواطنون تجمعات حاشدة أمام المساجد الكبرى بعد صلاة الجمعة، مؤكدين أن التضامن مع فلسطين ليس موقفًا سياسيًا فقط، بل واجبًا دينيًا وإنسانيًا. وعرفت المسيرات تنظيما محكما، بإشراف من جمعيات شبانية وخيرية، وتميزت بحضور واسع للنساء والأطفال، ما يعكس عمق الوعي الجماعي بخطورة ما يحدث في غزة، وضرورة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية بكل الأشكال الممكنة. وتؤكد هذه الهبة الشعبية في مختلف ولايات الجزائر مجددا أن فلسطين ليست مجرد قضية خارجية، بل قضية وطنية وشعبية راسخة في ضمير الجزائريين، وأن غزة ليست وحدها، بل تحظى بدعم شعبي لا يتزعزع من بلد المليون ونصف المليون شهيد.
إيمان عبروس