زادت شكاوى أصحاب سيارات الأجرة الشرعيين، أمام الزخم الهائل من سيارات “الكلونديستان” أو “طاكسي” غير شرعي الذي يعمل بطريقة ملتوية ينافس بها أصحاب المهنة الفعليين.
يعرف عن “الكلونديستان ” أنهم يستغلون الأوقات الحرجة لالتقاط زبائنهم لما يتسع لهم المجال في غياب سائقي الأجرة، فيما يتميزون حسب الكثير ممن استجوبناهم بأن “الكلونديستان” يتمتع بحاسة الشم لأنه يترصد الزبائن خصوصا النساء اللواتي يحملن مشترياتهن، وإذا بهن يتفاجأن بسماع الكلمة الشهيرة التي يرددها “الكلونديستان” وهي “طاكسي…طاكسي” ، الأمر الذي أصبح يزعج بعض النسوة لأنه يدخل في قلوب بعضهن الشعور بالخوف بمجرد الإقتراب والترصد المفاجئ لهن، خوفا من تعرضهن لمضايقة وحتى السرقة، غير أن هذه الظاهرة أخذت منعرجا آخرا لما أصبح هؤلاء يستغلون سياراتهم وحتى سيارات أهاليهم لنقل زبائنهم ليلا ونهارا وأحيانا دون امتلاكهم لرخصة السياقة، في حين برروا تصرفهم هذا بتحسين حالتهم المادية لأن أغلبيتهم من البطالين، أو بالأحرى ضعيفي الدخل، بالمقابل تنجر عن مهنة “الكلونديستان” عواقب لا تحمد عقباها في الكثير من الأحيان، وهذا لما يكون “الكلونديستان” ضحية سيناريو مفبرك عندما يقل معه أشخاصا مجهولي الهوية يمكن أن يكونوا مجرمين تورطوا في جرائم مختلفة، ليجد ذلك “الكلونديستان” المسكين نفسه يقع في شراكهم دون سابق إنذار بعد حجز أسلحة بيضاء، مخدرات أو مسروقات بداخل مركبته، لكن للأسف لا وجود لقانون يحتمي إليه ببساطة لأنه “طاكسي” غير شرعي وهذا ينطبق عليه المثل القائل “القانون لا يحمي المغفلين”، بينما هناك فئة أخرى ممن تستغل هذه الحرفة لتقترف جرمها الشنيع في الاعتداء على المواطنين و السرقة و تصل أحيانا إلى جريمة القتل. وبالتطرق لهذا الموضوع، فقد صادفتنا بمحاكم الجزائر العاصمة مئات القضايا التي يكون فيها “الكلونديستان” بين دور المتهم والضحية.
”كلونديستان” متابع بتحريض قاصر
توبع ”كلونديستان” بمجلس قضاء العاصمة، تبين أنه حرض قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة على سرقة مجوهرات أمه أثناء غياب أفراد عائلته عن المنزل الكائن مقره بعين النعجة في العاصمة، وبناء عليه فقد أدانته محكمة حسين داي بعامين حبسا نافذا مع إلزامه بدفع غرامة مالية، للإشارة فإن القاصر تمت إحالته على غرفة الأحداث.
مجريات القضية تعود إلى إقدام القاصر على سرقة مصوغات والدته المقدرة قيمتها بأكثر من 25 مليون سنتيم، وذلك أثناء غيابها عن المنزل ليتم بعدها اكتشاف تورطه بعد أن تقدم زوج الضحية أمام مصالح الأمن من أجل إيداع شكوى تم بموجبها التوصل إلى أن ابنه قام بجرمه بعد أن حرضه سائق “كلونديستان” على ذلك، هذا الأخير الذي اعتبر كمتهم رئيسي في القضية، حيث ثبت أنه أقله إلى جميع محال المجوهرات أين تصرف في المسروقات وأنه توسط له لاستئجار شقة بمدينة بجاية بعد أن اشترى دراجة نارية، الأمر الذي أكده القاصر. في حين تمسك “الكلونديستان” بإنكار جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يحرض ولم يتفق مع القاصر على سرقة مصوغات والدته، حيث ذكر أنه بتاريخ الوقائع تقدم منه طالبا نقله إلى عدة أماكن وقد كان له ما أراد.
.. وآخر يستغل عمله لسرقة هواتف الشباب
استغل “كلونديستان” مهنته لسرقة هواتف نقالة من شابين قاما بإيصالهما إلى محطة الحافلات خروبة، الأمر الذي ورطه وجعله يمثل أمام مجلس قضاء العاصمة لمواجهة التهمة، أين صرح أثناء محاكمته أن الشابين قاما بالاعتداء عليه ليلة الواقعة، لما كان مارا بجانب المحطة، حيث ترصداه بينما كان يقود سيارته داخل المحطة، واستنادا إلى تصريحاته، فإن هذين الأخيرين قاما بالاعتداء عليه ضربا وسلباه مفاتيح سيارته وتركا له مجموعة هواتف نقالة كان الضحيتان قد سرقاها من عند ضحايا آخرين، كما صرح أثناء جلسة محاكمته أن الضحيتين قاما بإيداع الشكوى لتوريطه في القضية. بينما استطاعت مصالح الأمن إيجاد مجموعة من الهواتف النقالة بحوزة هذا الأخير كانت قد سرقت في وقت سابق من زبائن المحطة الذين أودعوا شكاوى في هذا الشأن، كما أخبر القاضي أن لا علاقة له بقضايا السرقة المزعومة التي طالت زبائن المحطة وأن المتهمين قصداه بعد عملية الاعتداء وهدداه بحياة أبنائه، كما سلماه وثيقة قام بالتوقيع عليها ليسلماها بدورهما إلى وكيل الجمهورية والتي تدين المتهم بقيامه بعملية السرقة. فيما أكد أنه قام بعملية التوقيع تحت التهديد، مضيفا أن من بين الهواتف التي عثرت بحوزته والتي نسبت إليه تهمة سرقتها، هاتف زوجته، وهذا دليل على أنه لم يقم بالسرقة.
يطعن “كلونديستان” لأنه شك في وجود علاقة مع ابنته
أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة المتهم “ب. صديق” المتابع بجناية محاولة القتل العمدي التي راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 25 سنة طعنه بواسطة خنجر على مستوى الصدر، حيث أدين المتهم بـ5 سنوات سجنا نافذا بعد أن طالبت النيابة العامة بتوقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا. وقائع القضية وحسب ما دار في جلسة المحاكمة، بدأت عندما تقدم المتهم أمام مصالح الأمن بعين النعجة ليعترف بأنه طعن شابا بعد أن حاول اقتحام منزله، وعليه تحرك التحقيق في القضية وحسب ما جاء في ملف القضية، فإن ابنة المتهم البالغة من العمر 20 سنة كانت على علاقة عاطفية مع الضحية منذ 5 سنوات، وكانت تستغل غياب والدها عن المنزل على اعتبار أنه يعمل بناء في ورشات البناء، من أجل الخروج والدخول معه براحتها، وقد وصل مسامع الوالد معلومات حول سلوك ابنته المنحرف وبأن لها علاقة مع أحد الشبان لذلك أصبح يترصد تحركاتها، إلى أن شاهدها في أحد الأيام وهي تنزل من سيارة الضحية وكانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، فثار غضبه وتوجه إليه، أين تشابك معه لتقوم الفتاة بالهرب رفقته. وفي اليوم الموالي عادت ودخلت منزل الجيران وقد سمعها الوالد وهي تتلفظ بكلام بذيء، لذلك خرج بسرعة واتجه إليها وخوفا منه اتصلت بصديقها الذي حضر إلى عين المكان، أين رأى الوالد وهو يجر ابنته بالقوة لإدخالها إلى البيت، عندها اقترب منه وحاول الدخول بالقوة، وما كان من الوالد إلا إحضار خنجر ليوجه له طعنتين على مستوى الصدر تسببتا له في عجز لمدة 60 يوما. الضحية وعند استجوابه من قبل رئيس الجلسة، صرح بأنه لم تكن هناك علاقة تجمعه بابنة المتهم، وكل ما في الأمر أنه شاهدها عندما أوصلها في أحد الأيام إلى منزلها على اعتبار أنه سائق كلونديستان واعتاد على ذلك لأنها تعمل عاملة نظافة بأحد البنوك، مشيرا إلى وجود عطب في باب السيارة جعله ينزل لفتح الباب لها، وهي اللقطة التي شاهدها الوالد، فثار غضبه.
عمل ليكسب بعض المال فوجد نفسه مسجونا
10 سنوات سجنا نافذا و 500 مليون دينار جزائري غرامة مالية في حق “ش.ع” في الـ 19 من العمر يعمل “كلونديستان”، على خلفية تورطه في جريمة ترويج المخدرات، حيث ضبطت مصالح الأمن كمية من القنب الهندي داخل سيارته يصل وزنها إلى 16 غراما، يوم الوقائع كان المتهم متوجها من القبة إلى باب الوادي لنقل جاره القاصر، غير أن أحدهم رمى كمية 2غرامات من القنب الهندي، لتلمحه مصالح الأمن التي أوقفته لتفتيش المركبة ليتم العثور على علبة من السجائر تحوي على كمية 14 غراما من القنب الهندي، وبموجب ذلك تمت إحالة المتهمين على التحقيق ليكتشف أن الطفل القاصر بدأ يتعاطى المخدرات مند شهرين، كما أنه يعرف المتهم حق المعرفة بدليل أنهما ذهبا لشراء كمية منها، هذه الإدعاءات أنكرها المتهم عبر كل مراحل التحقيق وصرح أن لا علاقة له بالمخدرات التي ضبطت داخل السيارة لأن الكمية لم تضبط بحوزته بل وجدتها مصالح الأمن في المقاعد الخلفية للسيارة، ما يبرر براءته من التهمة الموجهة إليه، بينما في جلسة المحاكمة أنكر بشدة علاقته بالمتاجرة وعند استجوابه من نيابة المحكمة ،أفاد أن يوم وقوع الحادثة طلب منه الطفل القاصر نقله إلى باب الوادي بما أن المتهم هو ” كلونديستان “، إذ ركب الشاب القاصر معه من الخلف، الأمر الذي أثار شكوكا حوله.
ق.م