من أعمال البر … زيارة المريض

من أعمال البر … زيارة المريض

إن زيارة المريض بوابةٌ لزيادة أعمال البر والإحسان، وهي تُخفِّف عن المريض آلامه ومتاعبه، وتُدخل الفرحة والسرور إلى قلبه، وتجعله أكثر تفاؤلاً، لتتحسن حالته الصحية، ويعود لممارسة حياته بشكلٍ طبيعيّ. كما أنها تزيد من وشائج المحبَّة والتراحم بين أبناء المجتمع الواحد. وزيارة المريض سبب من أسباب دخول الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “مَن عادَ مريضًا، أو زارَ أخًا لَهُ في اللَّهِ ناداهُ مُنادٍ: أن طِبتَ وطابَ مَمشاكَ وتبوَّأتَ مِنَ الجنَّةِ منزلًا” حديثٌ صحيح. ومن أسرار عيادة المريض ما ورد في الحديث أنَّ “مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ المرَضِ” رواه الترمذي. وعلى من يرى المبتلى بمرض أن يقول هذا الدعاء: فعَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ” رواه الترمذي.

إن عيادة المريض مما أمرنا به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: “أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، أَمَرَنَا بإتباع الجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ المَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ القَسَمِ، وَرَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ” متفق عليه. أما عن صبر المريض، فإليكم هذه البشرى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “إِنَّ اللهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّةَ” رواه البخاري. وقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ المؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” رواه مسلم. وينبغي للزائر أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة: “لا بأس ، طهور إن شاء الله” رواه البخاري.