ولد محمد بن الحبيب البوزيدي بجنوب مدينة مستغانم بقرية البساتين المعروفة الآن “بدبدابة” وبالتحديد بجنان “تكارلي” سنة 1824م / 1239هـ. أول نشأته نشأ تحت تربية أبيه سيدي الحبيب الذي كان من أشهر الفقهاء، إذ تلقى مبادئ التعليم منه ثم انتقل بعد ذلك إلى قرية “بوفيراط” بضواحي مستغانم وتتلمذ هنالك على يد الشيخ “سيدي الشارف بن تكوك” فقرأ القرآن وعلومه والفقه والحديث. في هذه المدة، كان محمد البوزيدي يتفقد أهله من حين إلى آخر، وذات يوم قصد السوق مع أبيه فقبضت عليه السلطات الاستعمارية الفرنسية بتهمة أنه يتسوق إلى المدينة وينقل الأخبار لرجال المقاومة تحت قيادة الأمير عبد القادر الجزائري، وكان سبب هذه التهمة رجل عميل للسلطات العسكرية الفرنسية، فمكث رضي الله عنه في السجن بعض الأيام تحت التعذيب وكان عمره لم يتجاوز العشرين، ثم أفرج عنه بتدخل أخد أخواله ثم نصحه بمغادرة المدينة وإلا سيقتل، فغادرها متجها نحو الغرب الجزائري حتى وصل إلى تلمسان ثم اتجه للمغرب الأقصى . ثم حطَّ رحاله بمسقط رأسه مستغانم، واكتفى بتعليم القرآن للصبيان وكان أهالي مستغانم يحتفلون برجال الخير والعلم والصلاح ويلتفون حولهم حتى صارت مستغانم تلقب بمصر الصغيرة،