محمد بن ابراهيم المهري البجائي، المشتهر بالأصولي، أبو عبد الله: فقيه، من القضاة، برز في علم الكلام وأصول الفقه حتى اشتهر بالأصولي، وكان علم وقته في هذا الميدان، من أهل بجاية، وأصله من بني مرزقان بأشبيلية. رحل إلى المشرق وأخذ عن جمهرة من أقطاب المحدثين، ولم يسمع إلا يسيرا بمصر، وعاد ولم يحج. ولي قضاء بجاية ثلاث مرات، صرف عن أخراها سنة ٦٠٨ هـ ١٢١١ م. ودخل الأندلس مرارا، وولي قضاء مرسية منها، واستخلف بمراكش على القضاء. ولما امتحن ابن رشد سنة ٥٩٣هـ محنته المشهورة من أجل نظره في علوم الأوائل امتحن معه المهري، ونفي مثله من قرطبة إلى بعض الجهات، ثم عفي عنه، وقد تحدث الناس بصبره في ذلك المقام وتجلده وثبوت جأشه. وكف بصره في أواخر حياته، وتوفي ببجاية سنة ٦١٢هـ. قال ابن الأبار: “كان علم وقته علما وكمالا وتفننا، يتحقق بعلم الكلام وأصول الفقه حتى شهر بالأصولي، واعتنى باصلاح “المستصفى” لأبي حامد الغزالي، وإزالة ما كان فيه من تصحيف، وله عليه “تقييد مفيد”. وله “تقييد في الشرفاء العمرانيين”.
من كتاب : معجم أعلام الجزائر