ولد محمد الهادي بن علي بن محمد بن السنوسي الزاهري في: 13 جوان 1902م بقرية ليانة، ولاية بسكرة، الجزائر .استهل تعلمه بحفظ القرآن الكريم وتلقي بعض المبادئ في العلوم الدينية واللُغوية عـلى يدي والده، ثم التحـق بدروس الإمام عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة في مطلع العشرينات من القرن الماضي، فلازمه حوالي سبع سنين، فكان لدروسه وتوجيهاته الأثر الطيب في إحداث نقلة كبيرة في حياته، مما هداه إلى المنهج القويم في العقيدة وفي الفكر وفي نظرته للحياة والناس، حاول السنوسي أن يسافر إلى مصر طلبًا للمزيد من العلم والمعرفة فمنعته سلطات الاحتلال الفرنسي من ذلك، فعكف على عملية التحصيل الذاتي ومضى ينهل من كنوز الثقافة العربية الإسلامية، فكان من ذلك ما مكنه من توسيع زاده المعرفي. كان السنوسي قد استهل نشاطه الإصلاحي في مدينة بسكرة في أوائل العقد الثالث من القرن العشرين إلى جانب بعض المصلحين الرُواد الذين كان يقود موكبهم الشيخ الطيب العقبي.، ثم أصدر ابن باديس جريدتيه: المنتقد، فالشهاب سنة 1925، فأصبح السنوسي واحدًا من المُحررين بهما، ويقوم إلى جانب ذلك بالتجوال في أرجاء البلاد لفائدتهما، معرفا بأهدافهما، داعيا إلى ما يدعوان إليه من نهضة وتحرر ، وإصلاح ووطنية. كان السنوسي من بين المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأحد أعضائها العاملين، فأوفدته هذه الجمعية في إطار مشروعها الدعوي الإصلاحي إلى فرنسا ليشارك إلى جانب بعض شيوخها في عملية الوعظ والإرشاد والتوجيه والتكوين بين المغتربين.