محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي المالكي 1270 هـ ـ 1334 هـ، كان قاضياً وفقيهاً، باحثاً. هاجر أبوه من الجزائر لاجئا إلى تونس هربا من وحشية الاحتلال الفرنسي. ولد في مدينة نفطة بأرض الجريد في الجنوب التونسي بتاريخ 15 رمضان 1270 هـ، وتعلم بتونس، وولي الإفتاء بنفطة سنة 1297 هـ ثم قضاءها. وفي سنة 1313 هـ رحل إلى الآستانة إسطنبول، فتولى بها تدريس الحديث في دار الفنون ومدرسة الواعظين، واستمر إلى أن توفي بها. نشأ ابن عزوز في بيئة علمية، وتولى والده تربيته وتوجيهه، وتعلم في زاوية والده الشهيرة التي تعرف حتى اليوم باسم (زاوية سيدي مصطفى)، وحفظ القرآن في تلك الزاوية وهو في سن الحادية عشرة من عمره، واعتنى بحفظ المتون، واجتهد في مزاولة العلوم. التحق بالمعهد الزيتوني وهو في الثانية والعشرين من عمره، سنه 1292 هـ فلقي علماء، لازم كثيرهم منهم: النحرير سيدي عمر بن الشيخ (ت 1329 هـ) المفتي المالكي إذ ذاك بحاضرة تونس، وقرأ عليه المحلى على جمع الجوامع في الأصول، والموطأ ومختصر السعد وغيرها من فنون أخرى. لازم شيخ المشايخ بها سيدي محمد النجار المفتي المالكي (ت 1331 هـ) أيضا بالعاصمة، ومن جملة ما قرأ عليه مقامات الحريري بالشريشي الكبير، ولازم أيضا الشيخ سالم بوحاجب المفتي المالكي، وقرأ عليه المغني والسيوطي والسيد في وضع الغة بشرح سعد الدين التفتزاني، وأخذ القراءات السبع رواية ودراية على شيخه محمد البشير التواتي.