هو أحد أهمّ القادة الذين عُرفوا في الإسلام، اسمه أبو عبد الله بن وائل السهمي، وهو من قريش العاص، عُرف بذكاء لم يسبق له مثيل بين جميع قادة المُسلمين، وقد أسلم في العام الثامن للهجرة بعدما حارب المُسلمين في غزو الأحزاب؛ حيث أتى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وهما مُسلميْن. اكتسب عمرو بن العاص الشّهرة الكبيرة من بين قادة المُسلمين لما عرف عنه من دهاء، فقد كان بارعاً في القتال ويُحسن المراوغة والخداع الذي لا يخلو من الذكاء وابتكار حيل في فنّ القتال، ولهذا سُمي بداهية العرب. بعد إسلام عمرو بن العاص أولى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم مُهمة سُميت “ذات السلاسل”، وقد استطاع عمرو تحقيق النصر في هذه المُهمّة وتدبير شؤون المقاتلين، أثناء خلافة أبي بكر الصديق تولى عمرو بن العاص بأمر من الخليفة أحد الجيوش الأربعة التي اتجهت لفتح الشام، فذهب عمرو إلى فلسطين ليُشارك في معركة اليرموك التي كان من أبرز قادتها خالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وتمّ فتح بلاد الشام على يدهم؛ حيث استطاعوا هزيمة جيش الروم، وقد قال عمر بن الخطاب عن هذا الفتح : ” لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب” كناية عن براعة عمرو بن العاص وما قدّمه في هذه المعركة لفتح بلاد الشام.