من أعلام الأمة.. عبد الله بن المبارك

من أعلام الأمة.. عبد الله بن المبارك

كان عبد الله بن المبارك أحد العلماء الذين اشتهروا مع العلم بالزهد والورع، وفي ذات الوقت مشهورا بالغنى وكثرة الإنفاق في سبيل الله في وجوه الخير وعلى الفقراء والمساكين وأهل العلم. ولد رحمه الله عام 118 هـ، من أب تركي وأم خوارزمية، وقد عرف عنه كثرة الحج والجهاد في سبيل الله. كما كان تاجرا مشهورا، وكان رغم غناه يشبه الصحابة في كل شيء، حتى قال عنه سفيان بن عيينة: كان مثل الصحابة في كل شيء، لا يفضلون عليه إلا في أنهم صحبوا الرسول ﷺ. وكان من فقه الصدقة عنده، أن يتصدق على الناس حسب أحوالهم، فقد جاء سائل يوما فأعطاه درهما، فقال له أصحابه: إن هذا الرجل في أهله غالب طعامهم اللحم والحلوى، ويكفيه قطعة من الطعام. فقال: والله ما ظننت أنه يأكل إلا البقل والخبز، لكن مادام يأكل الشواء والحلوى، فلابد أن أعطيه عشرة دراهم، ثم قال لغلامه: ناده مرة أخرى، فأعطه عشرة دراهم. إن من أهم الدروس في حياة ابن المبارك عدة أمور، أهمها:

– الجمع بين العلم والتجارة، وأنه ليس بلازم أن يكون العالم فقيرا، بل يمكن أن يكون له تجارة حتى يستغني عما في أيدي الناس.

– ضرب ابن المبارك رحمه الله المثل في القدوة، فهو مثال للعالم الذي لا يقف عطاؤه في العلم، بل يجمع بين العطاء في العلم والإنفاق في وجوه الخير.

– كان ابن المبارك يعمل وجوه الخير، لكنه كانت عنده نظرة في الإنفاق، فقد كان ينفق على العلماء وطلاب العلم؛ لما لهم من تأثير في حياة الناس، ثم ينفق على العباد والزهاد الذين يتفرغون لعبادة الله، ثم ينفق على الفقراء والمحتاجين.