هو زيد بن حارثة بن شراحيل – أو شرحبيل – بن كعب بن عبد العزى. صحابي جليل ولد زيد في ديار قومه بني كلب قبل الهجرة بسبعة وأربعين عاما قبل الهجرة النبوية ، وكان والده حارثة بن شراحيل زعيمًا في قبيلته. تعرض زيد للأسر في طفولته أثناء هجوم على قبيلته، وبيعت حقوقه كعبد في سوق العبيد بمكة. ولكن، رغم نشأته كعبد، أصبح زيد أحد أحب الأشخاص إلى النبي محمد ﷺ وأحد أكثر الصحابة قربًا منه. تتميز شخصية زيد بن حارثة بعدة صفات جعلته من أقرب الصحابة إلى النبي محمد ﷺ. كان زيد يتسم بالوفاء والشجاعة والإخلاص في العمل والدعوة. كما كان زيد مقربًا من النبي حتى أن النبي قال عنه: “إنه المولى، وأحبّ الناس إليّ”. هذا يظهر مدى حب النبي وتقديره لزيد بن حارثة. كما تميز زيد بالقيادة العسكرية والقدرة على تحمل المسؤولية. فقد كان قائدًا في العديد من الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون، وكان يؤدي دوره بشجاعة وإخلاص، حتى في أحلك الظروف. بعدما تم أسر زيد بن حارثة في طفولته، بيع في سوق العبيد بمكة واشتراه حكيم بن حزام رضي الله عنه وأهداه لعمته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوجة النبي محمد ﷺ. وقامت السيدة خديجة بإهدائه للنبي محمد، الذي اعتبر زيد فردًا من أسرته. لاحقًا، جاء والد زيد وأعمامه إلى مكة بحثًا عنه، وعندما علموا بأنه في كنف النبي، طلبوا منه أن يطلق سراحه. ولكن زيد، رغم الفرصة المتاحة له للعودة إلى أهله، اختار البقاء مع النبي محمد ﷺ، وذلك لما وجده من حسن معاملة وحب. ردًا على هذا الوفاء، أعلن النبي محمد أمام الناس أن زيد لم يعد عبدًا بل هو ابنه بالتبني، وغيّر اسمه ليصبح “زيد بن محمد”. استمر هذا التبني حتى نزول آيات القرآن التي حرمت التبني وأعادت زيد إلى اسمه الأصلي، “زيد بن حارثة”. عندما بدأ النبي محمد ﷺ في الدعوة إلى الإسلام، كان زيد بن حارثة من أوائل الذين دخلوا في الإسلام. كان زيد شاهدًا على مراحل الدعوة الأولى في مكة.