من أعلام الأمة.. الإمام بن جرير الطبري

من أعلام الأمة.. الإمام بن جرير الطبري

محمد بن جرير بْن يزيد بْن كثير بْن غالب ، أبو جعفر الطَّبَرِيّ . مِن أهلِ مدينة ” آمُل ” وهي أكبر مدن إقليم طَبَرِسْتان .وكان مولده في آخر سنة 224 ه ، وقيل : في أول سنة 225 ه. نَعِمَ الطبري بحسن التنشئة والرعاية منذ نعومة أظفاره ، وقد ذكر ذلك فقال “حفظت القرآن ولي سبع سنين ، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين ، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين ، ورأى لي أبي في النوم أنني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان معي مخلاة مملوءة حجارة وأنا أرمي بين يديه ، فقال له المعبر : إنه إن كبر نصح في دينه ، وذبّ عن شريعته . فحرص أبي على معونتي على طلب العلم ، وأنا حينئذ صبي صغير”. معجم الأدباء. قال ابن خزيمة : ” نظرت في تفسيره من أوله إلى آخره ، فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير، وقال الخطيب : ” كَانَ ابن جرير أحد الأئمّة ، يُحْكَمُ بقوله ويُرْجَعُ إلى رأيه لمعرفته وفضله ، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، وكان حافظا لكتاب الله ، عارفا بالقراءات ، بصيرا بالمعاني ، فقيها في أحكام القرآن ، عالما بالسنن وطرقها، ومسائل الحلال والحرام ، عارفا بأيام الناس وأخبارهم “. كان له من التصانيف البديعة الكثير ، من أهمها : كتاب التفسير ” جامع البيان ” ، وكتاب “التاريخ” إلى عصره ، وكتاب ” تاريخ الرجال ” من الصحابة والتابعين. تعرض الطبري لمحنة شديدة في أواخر حياته بسبب التعصب المذهبي ، إذ قد وقعت ضغائن ومشاحنات بين ابن جرير الطبري ورأس الحنابلة في بغداد : أبي بكر بن أبي داود، أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لابن جرير ، وكان المذهب الحنبلي في هذه الفترة هو السائد على العراق عامة، وبغداد خاصة ، وظل محاصرًا في بيته حتى توفي في بغداد.