من أعظم حقوق المرأة

من أعظم حقوق المرأة

المعاشرة بالمعروف من أعظم حقوق المرأة المعنويَّة أن يُعاشرها زوجها بالمعروف، وقد أمر الله تعالى الرِّجال بمعاشرة زوجاتهم بالمعروف، فقال سبحانه ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” النساء: 19، والمعاشرة هنا لفظٌ عامٌّ يشمل جميع جوانب الحياة الأُسريَّة، والتَّعاملات الزَّوجية التي تقع بين الزَّوجين، فينبغي للرَّجل أن يُراعيَ حقوق زوجته المعنويَّة؛ لأنَّ المرأة عاطفة تتدفَّق، ومشاعر تتألَّق؛ جعلها الإسلام سكنَ الوالد، ومحضنَ الولد، وأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالرِّفق بها، وشبَّهها بالقوارير، فقال: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ” رواه البخاري، وفي روايةٍ أُخرى: “رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، لَا تَكْسِرِ القَوَارِيرَ” رواه البخاري؛ يقول ابنُ كثيرٍ رحمه الله – في تفسير قوله تعالى ” وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ” النساء: 19: ” أي: طيِّبوا أقوالكم لهنَّ، وحسِّنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحبُّ ذلك منها، فافعلْ أنتَ بها مثلَه.

وقد راعى النَّبيُّ الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم جانبَ الحقوق المعنويَّة في المرأة، فأشبعه؛ لكمال قوامته، وحُسْن عشرته، وطِيب قُربه، ودماثةِ أخلاقه، ولا غرو فقد زكَّاه ربُّه، وامتدح خُلُقَه فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” القلم: 4. وإنَّك لتعجبُ حين ترى بعضَ الرِّجال يرى أنَّه أعطى المرأة حقَّها، فأطعمها، وكساها، وأسكنها؛ لكن لم يَرْعَ يومًا نفسيَّتها، ولم يتفهَّمْ حاجاتها المعنويَّة، ومتطلَّباتها النَّفسية! هذا الصِّنف من الرِّجال ينبغي أن يَعْلَم أنَّ القوامة في الإسلام تكليف لا تشريف، ومَغْرم لا مَغْنم، ومسؤوليَّة وقيادة، وليست تعسُّفًا واستبدادًا، ومن أجل ذلك أمر الله تعالى الرِّجال بالعشرة بالمعروف مع زوجاتهم. فقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم مؤانسًا لنسائه، صابرًا عليهنَّ، مداريًا لهنَّ، مقدِّرًا حاجاتهنَّ النَّفسية والفطريَّة، وربَّما استقبل بعضَ نسائِه في معتكفه، ويأبى إجابة دعوة الطَّعام حتى تصحبَه زوجته، وكان متواضعًا لنسائه، وفيًّا لهنَّ؛ بل تعدَّت محبَّته لنسائه ووفاؤُه لهنَّ حالَ الحياة لتبقى بعد وفاة الزَّوجة؛ كما فعل مع خديجة رضي الله عنها.