إن هذه الأمراض بتعدد أنواعها: “كورونا، أنفلونزا الخنازير، أنفلونزا الطيور، جنون البقر، الطاعون، الكوليرا، إيبولا، الجدري…” ما هي إلا مخلوقات مؤتمرات بأمر الله تعالى ” وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ” الفتح: 4، وحصرها متعذرٌ؛ فهي تتجدد ما بين الفينة والأخرى: ” وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ” المدثر: 31، ولله تعالى الحكمة البالغة في خلقها والابتلاء بها، و”لولا محن الدنيا ومصائبها، لأصاب العبد من _أدواء _الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حمية له من هذه الأدواء، ولتفشي هذه الأوبئة العامة أسباب منها:
– ظهور الفاحشة والمجاهرة بها: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا”. وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط، إلا سلط الله عليهم الموت”.
– التعدي على حرمات الله تعالى بأكل ما حرم: ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ” المائدة: 3.
– قلة النظافة وملامسة القاذورات: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا؛ فإنه لا يدري أين باتت يده”
– وقد يكون من أسبابها التجبر والغرور: قال تعالى: ” كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ” العلق: 6، 7، وقال تعالى: ” إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” يونس: 24.