من أحكام نزول المطر

من أحكام نزول المطر

من نعم الله على عباده نعمة المطر ففيه وفرة المياه وحياة الأرض الميتة فتخضر الأرض وتحيا بعد موتها وتتزين بعشبها ونورها فيقصدها الناس طلبا للمتعة والأنس وترويحا عن النفس وهذه النعمة كسائر النعم لها آداب يتأدب بها المسلم تعبدا لله وشكرا لهذه النعمة ومن ذلك ذكر الله حين سماع الرعد ” وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ” الرعد: 13. كان عبد الله بن الزبير إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ” رواه البخاري. واستحب أهل العلم للمرء عند أول المطر أن يكشف عن بعض بدنه ليناله المطر لحديث أنس رضي الله عنه قال أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه تعالى ” رواه مسلم.

وحين نزول المطر يسن أن يقال اللهم صيبا نافعا فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا “رواه البخاري. فيدعو الله أن يكون هذا الماء النازل من السماء نافعاً فليس كل مطر نازل من السماء نافعا فقد يكون فيه ضرر حسي أو معنوي ” أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ” البقرة: 19. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيم والريح عرف ذلك في وجهه فأقبل وأدبر فإذا أَمْطرت سري عنه وذهب عنه ذلك وكان يخشى أن يكون فيه العذاب فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ قلتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ. عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا “هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا” رواه البخاري. وإذا كثر المطر وخشي ضرره على المدن يسن أن يقال اللهم حوالينا ولا علينا ففي حديث أنس “قَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ قَالَ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَغَرِقَ الْمَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا” رواه البخاري ومسلم.