من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

  من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

 

يقول جل وعلا مبشراً لعباده المتقين ” لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ” الزمر: 20. إن الله تعالى إذا أراد بعبده الخير أحسن خاتمته فيموت يوم يموت على أعمال كلها طاعات وحسنات، فتجده محافظاً على الصلوات، ومنشغلا بالطاعات، وباراً بوالديه وموديا لحقوق جميع الخلق والبريات، ومبتعداً عن المعاصي والمحرمات.. عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قبل مَوته”. إن من كتب الله له السعادة وفاز بحسن الخاتمة كان من أول البشرى له في ساعة الاحتضار، بشرى الملائكة الكرام له حيث أخبر بذلك الملك العلام في قوله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ” فصلت: 30 – 32.

الفرح الأكبر والنعيم الأعظم فرحٌ لا يفنى ونعيمٌ لا حد لمنتهاه، عندما يوفق العبد المسلم لسعادة الأبد في جنات النعيم، وهناك يفرح المؤمنون دون غيرهم، تتلألأ وجهُهم نوراً قال تعالى ” تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ” المطففين: 24، ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ” القيامة: 22-23، ومن شدة الفرح تظهرُ ضاحكةً مستبشرة، قال تعالى ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ” عبس: 38، 39. أي سعادة أعظم من هذه السعادة ونحن منصرفون إلى جنة عالية، قطوفها دانية، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ” فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” السجدة: 17. إن غمسة في الجنة تنسيك كلَّ شدَّة الدنيا وبؤسها، فكيف بنعيم مقيم لا يحول ولا يزول، وتستقر الفرحة الأخروية، بنعيم ليس بعده نعيم، ولذة ليس وراءها لذَّة، وهي النظر إلى وجه الرب الكريم تبارك وتعالى. ” لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ” يونس: 26.