من أجل مساعدة أطفال القمر… إعادة بعث حملة جمع السدادات البلاستيكية

من أجل مساعدة أطفال القمر… إعادة بعث حملة جمع السدادات البلاستيكية

أعادت جمعية إعادة تدوير سدادات القارورات البلاستيكية لأطفال القمر، بعث الحملة الوطنية لتجميع السدادات وبيعها لمصانع إعادة التدوير مؤخرا، مقابل مبالغ تسد حاجيات أطفال القمر، الذين تُعد مستلزماتهم الوقائية مكلفة جدا.

هذا، ونجحت الجمعية في هذه الطبعة في تجميع ما يزيد عن 1500 كلغ من السدادات البلاستيكية، بعدما أطلقت نداء للالتحاق بالعملية قبل فترة، إلى مختلف مكاتبها بعدد من الولايات؛ بغرض توسيع نطاق التضامن.

وجاء التفكير في إطلاق حملة واسعة لجمع الأغطية البلاستيكية بغية إعادة بيعها وتحويل عائداتها، لسد احتياجات أطفال القمر من مراهم ولباس خاص، حسب المتطوعة كهينة حجارة، بعد أن وجدت الجمعية صعوبة في التكفل بالإحتياجات المتزايدة لهؤلاء الأطفال الذين يعجزون عن مقاومة المرض، الأمر الذي يجعلهم يفارقون الحياة في سن مبكرة، وتقول “كل هذا جعلنا نطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكبر حملة لتحفيز الناس عبر مختلف ولايات الوطن، من أجل المساهمة والمشاركة في جمع الأغطية، ومن ثمة بيعها لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم التي تضمن لهم حياة أقل ما يقال عنها إنها عادية”.

لماذا الأغطية البلاستيكية؟

قد يتساءل البعض، حسب محدثتنا؛ لما جعلنا الحملة محصورة على الأغطية البلاستيكية دون غيرها من المواد البلاستيكية الأخرى؟ وتجيب “ببساطة لأن أغطية العلب والقوارير البلاستيكية ثقيلة الوزن بالمقارنة مع القارورة، بالتالي تكون عائداتها المالية أكبر، وهو ما تحتاجه الجمعية للتكفل بتسديد نفقات التداوي واقتناء الألبسة الخاصة بهؤلاء المرضى”، وتشرح “خاصة أن المراهم التي يتم شراؤها غير معوضه لدى الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يدفعنا كنشطاء بالجمعية، إلى مطالبة وزارة الصحة بإعادة النظر في الحالة المرضية النادرة لهذه الشريحة، خاصة أنها تمس أطفالا”.

315 حالة غير معترف بمرضها في الضمان الإجتماعي

وأشارت صبرينة آيت إيدير إلى أن الجزائر تحصي حوالي 315 حالة، وهي فئة غير معترف بمرضها في الضمان الاجتماعي رغم غلاء الأدوية والمراهم التي تحتاج إليها، فضلا عن اللباس الواقي ضد أشعة الشمس، الذي يُعد ضروريا جدا لتلك الفئة لكنه غير متوفر في الجزائر ولا يتم تصنيعه محليا؛ ما يوجب اقتناءه من دول أجنبية؛ الأمر الذي يزيد من تكلفته التي يتحملها المريض أو أهله.

وأوضحت المتحدثة أن الالتحاق بهذه المبادرة لا يكلف شيئا، مضيفة أن المهمة سهلة، وهي تجميع لفترة السدادات البلاستيكية، وتركها على جنب إلى حين جمع كمية معتبرة. ويتصل المتطوع بالجمعية التي تنتقل بين عدد من المتطوعين للحصول على تلك السدادات وإعادة بيعها لمصنع إعادة التدوير، مقابل أموال تستغلها الجمعية في اقتناء بعض حاجيات هؤلاء المرضى المعروفين بأطفال القمر.

وأكدت آيت إيدير أن التجميع يخص السدادات البلاستيكية الموجودة في القارورات لا القارورات في حد ذاتها؛ نظرا لنوعية البلاستيك وكذا حجمه، وفقا لمتطلبات مؤسسة إعادة التدوير، مشيرة إلى أن العملية تبدو بسيطة جدا، لكنها ذات أهمية كبيرة لأطفال القمر، وتلبية حاجياتهم الوقائية تُعد بالنسبة لهم، قضية حياة أو موت.

مرض قد يتحول إلى سرطان

وفي هذا الصدد، قالت صبرينة إن هذا المرض قد يتحول إلى سرطان جلدي في حال عدم حماية المصاب ووقايته؛ ما يجعل حياتهم تنحصر بين 10 و15 سنة، بينما الحماية الواسعة والفعالة تمدد فرصة عيشهم إلى 75 سنة؛ “فالفرق شاسع ومخيف”.

أشعة الشمس التحدي القاتل

للإشارة، تشكل أشعة الشمس بالنسبة لأطفال القمر، تحديا قاتلا؛ فلا يتركون منازلهم التي تُعد سجنا لهم؛ إذ يبقون مرغمين فيها ولا يغادرونها إلا بعد الغروب، ومن ثم يطلق عليهم أطفال القمر، وأوضحت المتحدثة أن الكثيرين لا يعرفون هذا المرض في المجتمع، لاسيما أنها فئة قليلة، ولا يخرج المرضى إلا ليلا، ولهذا لا يراهم الكثيرون، وأشارت المتحدثة إلى أهمية إنجاز فيلم وثائقي يُبث على الشاشات، للتعريف أكثر بهذه الفئة، ومحاولة فهم المعاناة التي تعيشها طيلة حياتها؛ هروبا من منبع الحرارة الذي يُعد ضروريا للأشخاص العاديين، وهو الشمس.

لمياء. ب