شرعت الوكالة الوطنية لحفظ الطبيعة، حسب مسؤولها السيد حنيفي، في عملية جرد للثروة الوطنية من النباتات الطبية والعطرية من أجل تنميتها وتثمينها.
ولتثمين هذه الإمكانيات الفلاحية، تعمل هذه الوكالة حاليا بالتنسيق مع مختلف مؤسسات الدعم ومؤسسات التكوين على دفع الشباب نحو الاستثمار في هذا المجال.
تكوين واعد للشباب الراغب
تعتزم الوكالة بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين-يضيف حنيفي- تكوين الشباب الراغب في دخول هذا المجال حول كيفيات إنتاج وزراعة هذا النوع من النباتات والأعشاب والورود والحفاظ عليها ثم توجيهها للتسويق.
وسيتم مرافقة هذا التكوين من خلال منح القروض المصغرة التي سخرتها الدولة عبر الصندوق الوطني للتأمين على البطالة “كناك” والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب “اونساج” تمكن الشباب من خلق ورشات إنتاج لهذا “الكنز الأخضر”.
“القائمة الحمراء” للنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض
وأوضح السيد حنيفي أن هيئته شرعت في عملية جرد للثروة النباتية في الجزائر وكذا الحيوانية، والتي يتم إنجازها في إطار مشروع إعداد القائمة الحمراء الوطنية للنباتات والحيوانات الجزائرية التي تواجه خطر الانقراض أو انقرضت.
ويرى المتحدث أن جرد هذه الثروة سيمكن من معرفة القدرات الوطنية والإمكانيات الطبيعية التي ستمكن الشباب من الاستثمار في هذا المجال، من خلال التوجه لإنتاج الأعشاب الطبية والنباتات المخصصة للزينة والمخصصة لإنشاء الحدائق وكذا زراعة الورود وتسويقها على المستوى الوطني ثم نحو الخارج “ما من شأنه التخفيف من فاتورة استيراد هذه المواد”.
وقال حنيفي إن هذه القائمة ستكون جاهزة، نهاية السنة الجارية، والتي ستمكن من معالجة العديد من المشاكل التي تواجهها النباتات والأعشاب الجزائرية وكذا حماية الحيوانات بالتعاون مع المنظمة العالمية للحفاظ على الطبيعة.
وحسب نفس المصدر، فقد تم الانتهاء من إعداد قائمة النباتات شبه الصحراوية وكذا الحيوانات عبر التراب الوطني.
في سياق آخر، أكد حنيفي أن الوكالة أطلقت مشروع إنشاء محطة لتكاثر النعام ذي العنق الأحمر المنقرض بالجزائر، الذي سيتم تجسيده بولاية الأغواط على مساحة 40 هكتارا، حيث سيتم جلب 2 من إناث النعام و2 من الذكور من الخارج كتجربة أولية ينتظر تعميمها عبر التراب الوطني.
وتعرف بعض الحيوانات -حسب نفس المصدر- عملية تكاثر ذات مستوى جيد داخل الحظيرة الوطنية على غرار طائر الحبار الذي بات غير مهدد بالانقراض، حيث بلغ أكثر من 28 ألف زوج وغزالة الدوركاس التي تكاثرت إلى 168 غزالة خلال 2014 مقابل 130 غزالة في 2013.
وينتظر توسيع حظيرة تربية هذا النوع من الغزال إلى 200 هكتار بولاية البيض.
من جهة أخرى، تحتوي الحظيرة الوطنية على 35 رأسا من غزال الريم المهدد بالانقراض من بين 100 غزالة متواجدة عبر الحظائر العالمية ما يمثل -حسب حنيفي- نسبة 35 في المائة من العدد العالمي.
ويتيح المخطط الاستراتيجي المعتمد في الجزائر للفترة من 2011 إلى 2020 تحقيق أهداف “بروتوكول آيشي” التي تبنتها 193 دولة في إطار اتفاقية التنوع البيولوجي الموقعة في 2010، بحيث سيمكن من حفظ التنوع البيولوجي بحلول العام 2050 والاهتمام بالمحاصيل غير المستغلة والنباتات الأصلية.
دورات تكوينية بسوق أهراس
شرع بولاية سوق أهراس مطلع 2019 في دورات تكوينية لفائدة 150 مربي نحل مبتدئ في مجال غراسة النباتات العطرية والطبية، قصد الارتقاء بشعبة تربية النحل، حسب ما أكّده رئيس الجمعية الولائية لتربية النحل مبارك عمران.
أشار المصدر إلى أنّ المستفيدين ضمن هذه الدورات الجارية حاليا بمركزي التكوين المهني لبلديتي المشروحة ولحدادة سيتلقون دروسا نظرية وتطبيقية حول كيفية غراسة النباتات العطرية والطبية مثل الخزامة والإكليل ونبتة الفصفصة.
وستمكّن هذه الدورات التي ستتواصل إلى غاية نهاية أفريل المقبل بتأطير من أخصائيين في تربية النحل من الرفع من عدد النحالين بهذه الولاية الحدودية، وضمان نوعية تكوين تؤهلهم للإلمام بالطرق والتقنيات الحديثة في مجال تربية النحل، وكذا تعريفهم بالطرق الحديثة لتربية النحل وبمعالجة الأمراض التي تصيب خلايا النحل بطرق بيولوجية قصد إنتاج عسل طبيعي خال من مواد كيماوية.
وأوضح السيد مبارك الذي يرأس كذلك تعاونية “الملكة” لتربية النحل، أنّ تربية النحل المنتشرة بالبلديات الغابية والجبلية والرعوية وأشجار الكاليتوس والإكليل والنباتات المتعددة الأزهار، بإمكانها استيعاب يد عاملة كبيرة من متربصي مراكز التكوين المهني، لاسيما بعد إدراج تخصّص عون صيانة خلايا النحل في إطار اتفاقية تمّ إبرامها مؤخرا بين مديريتي التكوين والتعليم المهنيين والمصالح الفلاحية التي تشمل تخصّصات البستنة وتربية الدواجن وزراعة الأشجار المثمرة.
وذكر المتحدّث أنّ الجمعية نظمت خلال سنة 2018 دورتين لفائدة 380 مربي نحل، تركّزت حول طرق تغذية النحل والتفريخ الاصطناعي والأمراض التي تصيب الخلايا وتؤثّر سلبا على الإنتاج وأخرى في مجال منتجات خلايا النحل على غرار إنتاج غذاء الملكة وصمغ النحل وحبوب اللقاح وكذا تربية الملكات.
من جهته، أفاد رئيس غرفة الفلاحة محمد يزيد حمبلي، أنّ شعبة تربية النحل عرفت خلال السنوات الأخيرة بولاية سوق أهراس “إقلاعا ملحوظا” من خلال ارتفاع عدد المربين الذي وصل إلى 1200 مرب، استفادوا من دعم فلاحي عن طريق كل من الغرفة الفلاحية ومديرية المصالح الفلاحية.
ق.م