ما تزال فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة الريفية تتواصل عبر مختلف ولايات الوطن، نظرا للأهمية التي توليها الحكومة الجزائرية للمرأة الريفية وتسطيرها لعدد من البرامج التي من شأنها تعزيز مكانتها ومساعدتها على العمل والإنتاج.
معرض للصناعات التقليدية
نظمت جمعية ترقية المرأة الريفية “اليد في اليد”، بوهران، معرضا للصناعات التقليدية، من أجل دعم النساء الريفيات وتطوير مشاريعهن. وقد نظم هذا المعرض على مستوى “دار الغابات” بالمنزه (كنستال سابقا)، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، تحت شعار “استقلالية المرأة والفتاة الريفية”، بمشاركة زهاء 30 من النساء اللواتي قمن بعرض نتاج نشاطاتهن وتقاسمن خبراتهن في مجال الصناعات التقليدية.
قالت رئيسة جمعية ترقية المرأة الريفية بولاية وهران، علو بابا أحمد، إن المعروضات منتوج عمل يدوي لنساء، من بينهن فنانات تشكيليات ومعلمات وطبيبات أسنان وطبيبات وحرفيات، كدعم للمرأة الريفية، مبرزة أن المشاركات واعيات بأهمية الحرف التي يسعين إلى المحافظة عليها وتعليمها، كأداة لخلق فرص الشغل والثروة.
من جهتها، أفادت السيدة نصيرة بوحيزب، اختصاصية في علم الأحياء، بأنها تعمل على تحفيز النساء وتقديم التكوين والنصح لمن يرغبن في تطوير أنشطة في مجال البستنة والتزيين الداخلي، وتثمين النفايات العضوية لصناعة الأسمدة.
وقد توافد العديد من الزوار على هذا الفضاء، لاكتشاف المعروضات التي تعبر عن
التراث التقليدي والثقافي الوهراني. كما كان هذا الحدث فرصة لترقية إبداع الحرفيات الجزائريات ومساهمتهن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عدة مجالات، على غرار صناعة الزرابي والفخار والزخرفة والخط العربي والصابون المصنوع من زيت الزيتون وغيرها من النشاطات.
بدورها، صرحت السيدة نعيمة بكة، أستاذة سابقة في مادة الفيزياء، بأن كل المواد قابلة للرسكلة، إذ تصنع من القارورات وعلب الشاي والمعلبات أدوات للتزيين.
كما أبرزت السيدة شهيدة حساين من الجمعية المذكورة، أنه تم تنظيم ورشة رسم لفائدة الأطفال، على هامش هذا المعرض، بهدف تطوير مهاراتهم، حيث سيتم تصميم لوحة بمشاركتهم.
برنامج لترقية المرأة الريفية بمناطق الظل
شرع، مؤخرا، في تجسيد برنامج ولائي لترقية المرأة الريفية القاطنة بمناطق الظل (النائية) في ولاية تيسمسيلت، حسب ما أفادت به رئيسة الجمعية الولائية “حواء الونشريس”، صاحبة المبادرة، العالية بكري.
وأوضحت نفس المتحدثة على هامش مراسم إحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، أن هذا البرنامج المعد بالتعاون مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن والخلايا الجوارية للتضامن، والغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، يشمل تنظيم ورشات تكوينية في الخياطة والطرز وصناعة الحلفاء والدوم والزربية والنسيج، وصناعة الحلويات التقليدية وتربية الحيوانات، تستهدف نساء ريفيات يقطن في مناطق نائية.
كما يتضمن هذا البرنامج الذي يدوم ستة أشهر، تنظيم لقاءات تحسيسية على مستوى التجمعات الريفية النائية للولاية، على غرار “غزلي” (برج الأمير عبد القادر)، و”القدادرة” (سيدي سليمان)، و”صب السمن” (المعاصم)، لتقديم شروحات حول كيفية استفادة النساء الريفيات من آليات دعم التشغيل، بهدف تشجيعهن على استحداث مشاريع مصغرة.
سيتم بالمناسبة، إبرام اتفاقيات تعاون مع عدد من الهيئات العمومية، كالغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، بهدف ترقية المرأة الريفية، لاسيما في مجال استحداث أنشطة اقتصادية، تساهم في تحقيق تنمية مستدامة بالولاية، وفق نفس المصدر.
كما برمج فتح أقسام لمحو الأمية لفائدة النساء الريفيات على مستوى مناطق الظل في الولاية، بالتعاون مع ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار.
للإشارة، تميزت مراسم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، التي أقيمت بمقر الجمعية الولائية “حواء الونشريس” بدار الصناعة التقليدية والحرف لولاية تيسمسيلت، بتكريم عدد من النساء الحرفيات القاطنات بمناطق ظل في الولاية، نظير مساهماتهن في المحافظة على الحرف المهددة بالزوال، على غرار صناعة الحلفاء والدوم والأواني الطينية والخشبية.
ق. م