من أجل تحسين التكفل بهم… 03 آلاف طفل توحدي يندمجون بالمؤسسات المتخصصة

من أجل تحسين التكفل بهم… 03 آلاف طفل توحدي يندمجون بالمؤسسات المتخصصة

 

تتكفل الفضاءات المتخصصة الموجودة بالمراكز النفسية البيداغوجية للأطفال المعوقين ذهنياً الـ 137 التابعة لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بنحو 3000 طفل توحدي، منهم 465 طفلا في مرحلة التكفل المبكر (3-5 سنوات).

اتخذت وزارة التضامن الوطني عدة تدابير بفتح فضاءات على مستوى المؤسسات التربوية المتخصصة للأطفال المعوقين التابعة للقطاع، تعمل على ضمان التكفل التربوي والنفسي بهؤلاء الأطفال، حيث يقدر حالياً عددهم بـ 2.963 طفلا توحدياً، منهم 465 طفلا في مرحلة التكفل المبكر (3-5 سنوات) يتم التكفل بهم على مستوى 137 فضاء بالمراكز النفسية البيداغوجية للأطفال المعوقين ذهنياً الموزعة عبر 48 ولاية.

وأضاف نفس المصدر أن قطاع التضامن الوطني يسهر على ضمان التكفل المبكر لفئة الأطفال في وضعية إعاقة لاسيما ذوي التوحد والمتراوحة أعمارهم ما بين 3 إلى 5 سنوات، بهدف دعم وتنمية القدرات الذهنية للأطفال ومرافقة عائلاتهم، مبرزا أنه “كلما كان التكفل مبكرا كلما استطاع الطفل المعاق اكتساب المهارات التي تساعده على التأقلم مع محيطه الخارجي وزيادة  فرصه في الإدماج المدرسي العادي”.

ويوفر القطاع “الوسائل والتجهيزات البيداغوجية الضرورية والوسائل البشرية المتخصصة في عملية التكفل بهؤلاء الأطفال” و”تم إعداد دليل التكفل بالأطفال التوحديين”، وأن الأطفال التوحديين المتكفل بهم “يستفيدون من برنامج خاص يعتمد على حصص العلاج بالفنون ونشاطات ركوب الخيل والسباحة”.

وبخصوص التكفل بهذه الشريحة من الأطفال في الوسط المدرسي، أكد نفس المصدر أن “قطاع التضامن الوطني يعمل بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية على تطوير التربية المدمجة، من خلال فتح أقسام خاصة للأطفال التوحديين في الوسط المدرسي العادي، حيث بلغ عددهم 1.130 طفلاً بعنوان السنة الدراسية 2018-2019”.

كما تم اتخاذ إجراءات أخرى تتمثل في تشجيع الجمعيات الناشطة في مجال الإعاقة ومساعدتها ومرافقتها في إنشاء مؤسسات للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، والبالغ عددها 25 مركزا مسيرا من طرف 17 جمعية، وتمنح لها الأولوية في الاستفادة من الإعانات المالية التي تمنحها الوزارة للجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، وتشركها في الدورات التكوينية المتخصصة.

كما تم بالتنسيق مع عدة قطاعات معنية، فتح 3 مراكز تجريبية خاصة بالتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد على مستوى كل من ولايات الجزائر، البويرة،  قسنطينة، حيث يتكفل مركز التوحد “بيت الطفل” بن عكنون بولاية الجزائر بـ 147 طفلا ومركز البويرة بـ 210 طفلا ومركز قسنطينة بـ 160 طفلا.

 

شراكة واعدة لضمان أحسن تكفل

وعلى صعيد آخر، يقوم قطاع التضامن الوطني “بتطوير الشراكة مع القطاع الخاص من أجل المساهمة في إنشاء وتسيير مؤسسات خاصة تتكفل بالإعاقة الذهنية لا سيما الأطفال ذوي التوحد”.

ويذكر أنه قد صدر في سبتمبر 2018 المرسوم التنفيذي الذي يحدد كيفية إنشاء مؤسسات خاصة للتربية والتعليم المتخصصة للأطفال المعوقين ذهنيا، وهو الأمر الذي من شأنه تشجيع أرباب العمل وخريجي الجامعات على التوجه للاستثمار في هذا المحور الحساس من محاور النشاط الاجتماعي، تكملة لما تقدمه الدولة من خدمات في هذا الميدان، وتوسيع مجال الخدمات التربوية والتعليمية الموجهة لهذه الفئة.

وتم خلال السنة الجارية تنظيم دورات تكوينية حول موضوع “النشاطات التعليمية لأطفال التوحد”، لفائدة المتدخلين في عملية التكفل بالأطفال التوحديين بالمراكز النفسية البيداغوجية للأطفال المعوقين ذهنياً تستهدف كل من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والمربين المتخصصين.

 

دار الأمل والتضامن تدخل الخدمة

تم وضع حيز الخدمة لدار الأمل والتضامن بالتجمع العمراني حملة 1 بمدينة باتنة وهو مركز مختص في التكفل بالأطفال المصابين بطيف التوحد.

وحسب الشروحات التي قدمت لوالي الولاية فريد محمدي الذي أشرف على العملية، فإن هذا المرفق يعد واحدا من بين المراكز القليلة على الصعيد الوطني التي تعنى بهذه الفئة.

ويتوفر هذا المركز الذي تشرف على تسييره مديرية النشاط الاجتماعي على قاعات للعلاج والتكفل النفسي البيداغوجي والتقويم النفسي والحركي والسلوكي بتأطير من مختصين في التقويم اللغوي والنطق، إلى جانب مختصين في علم النفس العيادي وتربويين وكذا طبيبة مختصة في الأمراض العقلية ومرقد وورشات للأطفال وساحة ألعاب خارجية ومزرعة بيداغوجية للطيور وجناح خاص بالتكفل بالأطفال ذوي الإعاقة ذات مصدر عصبي.

وعن مهام دار الأمل والتضامن فتتمثل أساسا في الكشف المبكر عن مرض التوحد وسط الأطفال ومرافقة المصابين به وكذا أصحاب الإعاقة ذات المصدر العصبي وعائلاتهم والتكفل بحالات الانتكاسة التي تصيب هذه الشريحة من الأطفال في مراحل العلاج والحياة خاصة في بداية التمدرس والمراهقة.

وكان هذا المرفق في الأصل مقرا مهملا لدار الجمعيات لم يستغل أبدا وأعيد تهيئته وتجهيزه بتعليمات من والي الولاية الذي أكد على أن فكرة تحويله إلى مركز للتكفل بالأطفال المصابين بطيف التوحد، وذلك استجابة لانشغالات الأولياء الذين اشتكوا من ضيق المصلحة الوحيدة بباتنة التي تتكفل بأبنائهم والمتواجدة بالمؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية بالمعذر.

واستنادا للمختصة في الأمراض العقلية بهذه المؤسسة الاستشفائية المتخصصة الدكتورة جميلة بودليو، فإن المصلحة تتابع إلى حد الآن 4435 حالة إصابة بالتوحد من باتنة وعديد ولايات الوطن.

وتم على هامش افتتاح دار الأمل والتضامن التوقيع على اتفاقية تنسيق وتعاون بين قطاعات الصحة والتربية والتكوين المهني والنشاط الاجتماعي محليا للتكفل بهذه الشريحة من الأطفال بما يضمن اندماجها في المجتمع.

ل. ب