من أجل الجنة

  من أجل الجنة

كم هي ضئيلة هذه الدنيا! دنيا فانية، ستمرُّ وتنتهي، لا تُساوي جناح بعُوضة عند الله، والله سبحانه وتعالى يقول: ” وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ” الأعلى: 17، فهي لا تستحقُّ كل هذا العناء والاهتمام؛ لأنها ستزول يومًا ما، ومن رحمة الله بنا أننا خُلِقنا مسلمين؛ فحريٌّ لنا أن نُوقِن تمامًا بأنها لن تدوم، ونعلم تمامًا أنها مليئة بالمغريات والمحرَّمات، ونعلم أننا سنُحاسَبُ على ذُنوبِنا التي اقترفناها في هذه الدنيا. البعض منا، بل ربما أنا وأنتم نُبْتَلى بالذُّنُوب وحُبِّ المعصية، فنعمل الذَّنْب ونحن نعلم أنه لا يجوز، ولا يُرضِي ربَّنا؛ لكنه الشيطان قد زيَّنه في قلوبنا، وبعض القلوب قد مات فيها الضمير وأصحاب هذه القلوب يرتكبون الذُّنُوب والمعاصي دون أن يشعُروا بشيء من تأنيب الضمير ولوم الذات. ذنوبٌ كثيرةٌ ضيَّعَتْنا وأبْعَدَتْنا عن خالِقِنا، فتَبَدَّلَتْ أحوالُنا وصِرْنا نُعاني من القَلَق والضِّيْق بلا سببٍ؛ قال الله تعالى: ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ” طه: 124، هذه الدنيا لا تستحِقُّ كلَّ هذا الألم، لا تستحِقُّ أن نتمادى فيها بالمعصية وهي زائلة فانية، لا تستحِقُّ منَّا أن نَضعُف فيها، فنكون ضحيةَ ملذَّاتِها وشهواتها.

إننا نعيش في زمن كثُرَتْ فيه الذنوب والمعاصي، وكَثُرَت فيه الملهيات والمنكرات، والقابِض على دينه في زَمَنِنا هذا كالقابض على الجَمْر، وقد يصعُب على بعضنا تَرْكُ المحرَّمات، وقد نتوب ثم نعود لنَفْس الذنوب مرةً أخرى بعد فترة من الزمن. وقد وجدتُ طريقة لعلَّها تساعدنا على عدم العودة لارتكاب الذنوب والمحرَّمات مرةً أخرى، وهي أن نتذكَّر الجنة ودرجاتها حتى الفردوس الأعلى، كلما أقدمْتَ على ذَنْبٍ، فتذكَّر الجنة ونعيمَها، واعمَل من أجلِها بإحسانٍ. علينا أن نصبرَ عن تَرْكِ المعصية من أجل الجنة، وأن نصبرَ أكثرَ على الطاعات من صلاة وِتْرٍ وسُنَن رواتب؛ من صيامٍ، وقيام الليل، وقراءة القرآن “من أجل الجنة”، وتذكَّرُوا أن هذه الدنيا فانية، والعيش عيش الآخرة، والإنسان مخيَّر بين الخير والشرِّ؛ قال الله تعالى: ” وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ” البلد: 10؛ أي: طريق الخير، وطريق الشرِّ.