من آداب الضيافة

من آداب الضيافة

 

إنها من سنن المرسلين عليهم السلام، ومن أخلاق سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، وما من إنسان إلاَّ وقد يستضيف أحداً في بيته، فللضيافة آداب وأحكام؛ سواء كانت لصاحب الضيافة ” المُضيِّف” أو للضَّيف. فمن آداب صاحب الضيافة: النية الصالحة، فينوي التماسَ الأجر في ضيافته لإخوانه وإطعامه لهم، وحسن استقباله لهم، ولا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة؛ بل يقصد الاستنان بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياءِ قبلَه كإبراهيم عليه السلام، والذي كان يُلقَّب بأبي الضِّيفان، وينوي إدخالَ السرور على المؤمنين، وإشاعةَ الغبطة والبهجة في قلوبهم.

ومن الآداب: أن يدعو لضيافته الأتقياء دون الفساق والفجرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” لاَ تُصَاحِبْ إِلاَّ مُؤْمِنًا، وَلاَ يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلاَّ تَقِيٌّ ” رواه أبو داود والترمذي. وألاَّ يخص بضيافته الأغنياءَ دون الفقراء، قال أبو هريرة رضي الله عنه: ” شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ؛ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ” رواه البخاري.

ومن الآداب: حُسن استقبال الضَّيف، وذلك بملاطفته وإيناسه والتبسم في وجهه، وعبارات الترحيب، والإقبال إليه بالوجه إذا تحدَّث، والحذر من الإشاحة عنه، أو السُّخرية بحديثه، وبعضُ الناس لا يبتسم في وجوه الضيوف، فربما لم يُكرِّروا زيارته؛ بل ربما رجع بعضهم لسوء الاستقبال، ومهما قَدَّم لضيوفه من واجبات الضِّيافة؛ فلا غِنى عن حُسن الاستقبال، وقد أحسن النبيُّ صلى الله عليه وسلم استقبالَ الوفود لمَّا جاءته، فقال – لِوَفْد عبد القيس: ” مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الَّذِينَ جَاءُوا؛ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَدَامَى” رواه البخاري. وقالت أمُّ هانِئٍ رضي الله عنها: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ” مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ” رواه البخاري.

ومن الآداب: المبادرة بتقديم واجب الضيافة؛ من شرابٍ وطعامٍ ونحوه، ولا يتأخَّر في ذلك، قال الله تعالى: ” هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ ” الذاريات: 24-27. فوصفهم بأنهم أُكرِموا.