ما يزال مشكل التذبذب في توزيع الحليب بأحياء وبلديات العاصمة يفرض نفسه، وما تزال مظاهر البيع غير المحترم لقواعد وإجراءات الحد من وباء كورونا تصنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي التي ضاقت ذرعا من لامبالاة المستهلكين والتجار على حد سواء، مشيرين بأصابع الاتهام إلى المسؤولين الذين عجزوا عن فرض عقوبات صارمة تحدث القطيعة أمام هذه المشاهد التي يعتقد أنها من أسباب ارتفاع عدد المصابين بالفيروس منذ حلول الشهر الفضيل، كما أعابوا عليهم عجزهم عن تسوية مشكل توفير الحليب المدعم بشكل يحفظ كرامة الزبون الذي ما يزال يستسلم لشروط التاجر سواء ببيعه بثمن أكبر مما هو متفق عليه أو فرض كيس إضافي لحليب البقر بسعر يتجاوز الـ 50 دج .
احتج عدد من المستهلكين على واقع تسويق الحليب الذي كثيرا ما يتعرض لمشكل الندرة، مجبرا إياهم على التنقل لأكثر من مكان لضمان توفير هذه المادة التي كثيرا ما يجدونها أغلى من ثمنها الأصلي الذي هو مدعم من طرف الدولة أو يفرض عليهم اقتناء كيس إضافي بسعر يفوق الـ 50 دج، كما يجدون أنفسهم في سبيل توفير هذه المادة يتوسطون طابورا مكتظا بالزبائن الذين وضعوا جميع تحذيرات الإصابة بفيروس كورونا على جنب، كما ضربوا بكل نصائح منظمة حماية المستهلك و جمعية اتحاد التجار وكذا المسؤولين بشأن ثقافة التسويق في رمضان عرض الحائط، ما ساعد على خلق ندرة وفوضى في المادة التي من المفروض أنها خضعت لكل الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل المسؤولين لضمان تزود العائلات الجزائرية بها .
واتفق الكثيرون على أن إحدى الحلقات المفقودة في التوزيع الطبيعي العادي و السلس للمادة هو حلقة الموزعين الذين يعترضون دائما على هامش الربح الذي لا يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من طرفهم، وهو السبب الذي جعلهم يفرضون منطقهم على الزبون و التاجر، متهربين من الشروط الملزمة لأداء مهامهم، فتجد عددا منهم ودون أي حرج يقطع الحليب عن منطقة لعدم خضوعها لمنطقه، كما يفرض شروطه بكل صرامة باعتبار أن أيادي الردع بالكاد تطاله، وإذا طالته فلن يكون قبل أن يزرع الفوضى في منطقة نشاطه، الأمر الذي جعل المستهلكين يبلّغون عن التصرفات غير القانونية لكثير من هؤلاء الموزعين أملا في وضع حد لهم، وهذا دون الحديث عن التحايل الذي يصاحب الخضوع لمنطق الموزع ومنهم أولئك الذين يزعمون أن الكيس الإضافي هو حليب البقر.
من جانبهم، دافع الموزعون عن أنفسهم بالتأكيد على أنهم يخوضون معارك يومية بغية إيصال المادة إلى أصحابها، رغم أن تكلفة المهمة مرتفعة ويواجهون مختلف الصعوبات إلا أن هامش ربحهم ضئيل جدا، داعين إلى إعادة النظر في منظومة التسويق بتشجيع هذه الفئة التي يشار إليها بأصابع الاتهام في كل مرة يتم فيها تسجيل ندرة في المادة أو يرتفع ثمنها، في وقت أشار فيه عدد من الزبائن إلى قبولهم اقتناء كيس الحليب بـ 30 دج بشرط ضمان توفره سيما في هذا الوقت بالذات تجنبا لمظاهر التدافع التي ستكلفهم غاليا في الأيام القليلة القادمة .
إسراء. أ