افتعل العاصميون أزمة حقيقية في توزيع مادة الحليب بعدما تهافتوا على محلات بيعه قبيل وبعد العيد خشية تسجيل ندرة فيه في مقابل تزايد الحاجة إليه خلال هذه الفترة، ما أخلط أوراق منتجي وموردي الحليب وحتى
أعوان مديرية التجارة الذين لم يستطيعوا التحكم في التذبذب الذي ما يزال لم يعرف الاستقرار بعد.
أعاب ممثل موزعي الحليب بالعاصمة أمين بلور على الزبائن غياب ثقافة الاستهلاك لديهم، بحيث أحدثوا بسلوكاتهم أزمة حقيقية ولطالما عرّضتهم مثل هذه السلوكات لتذبذب يخلط عليهم حساباتهم، فلا يعرفون بعدها الحصص التي ينبغي تسويقها بعدما تعذر عليهم الالتزام بكوطة واحدة لاعتبارات عدد السكان ومواقع تمركز الكثافة السكانية، بعد اكتشافهم أن هذه الاعتبارات لا تعني الجزائريين الذين يقتنون المادة ليس حسب عدد أفراد العائلة وإنما حسب المناسبات، ما دفع بهم إلى الاقبال غير المنطقي على محلات بيع الحليب قبيل العيد وبعده واشتروا أكثر مما يحتاجونه، ومنهم من لم يجد حرجا في اقتناء 10 أكياس محدثا أزمة حقيقية ما تزال تداعياتها تسجل على تسويق المادة بعدما فقد الجميع السيطرة، خاصة وأنها تفسد إذا لم تسوق في وقتها، في حين يقف المنتجون في حيرة من أمرهم إذا وجب عليهم انتاج نفس الكمية أو افتراض أن أغلب الزبائن لن يقتنوا المادة في اليوم الموالي.
وحسب بلور، فإن المشكلة تطرح نفسها بقوة مع كل مناسبة، رغم حرص القائمين على انتاج المادة على تأمين المطلوب وتضحيتهم بالعيد ومجمل مناسباتهم واضطرار الموزعين إلى قضاء ليال بيضاء ضمانا لإيصال المادة في الوقت المناسب ومعها مواجهة أصحاب المحلات لأعوان الرقابة الذين يطاردون أولئك الذين يعرضون المادة خارج المحل رغم أن أكياس الحليب قد تستغل مساحة تصل إلى أربعة أمتار، كل ذلك والوضع لا يتغير، وترتفع الأصوات المنددة بالندرة، الأمر الذي جعله يدعو المنظمات التي تعنى بثقافة الاستهلاك إلى تحسيس الزبائن بانعكاسات تصرفاتهم التي تتداعى عليهم في كل مرة.