الجزائر- تسعى روسيا إلى الاستفادة من كل الفرص التي يمكن أن تجدها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتنشيط صادراتها من الأسلحة إلى هذه المناطق، تزامنا مع عمل الزبائن التقليديين مثل الهند والصين إلى
زيادة الإنتاج المحلي من الأسلحة.
وذكر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، أن روسيا سلمت في 2016 أكثر من 1.5 مليار دولار من الأسلحة إلى الجزائر، و37 مليون دولار لمصر، و374 مليون دولار لإيران، و300 مليون دولار إلى العراق، فيما تطالب روسيا الجنرال خليفة حفتر بإعادة تنشيط صفقة تبلغ قيمتها مليار دولار.
وفي اجتماع للجنة العسكرية الروسية، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن عقود تصدير الأسلحة الروسية تتزايد وأن هذا “كان إلى حد كبير نتيجة الاستخدام الأكثر فعالية لأسلحتنا في ظروف قتالية حقيقية”، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء تاس الروسية. وقال: “إن هذه الفرصة لاكتساب موطئ قدم أكثر قوة في سوق الأسلحة العالمية لا يجب تفويتها”.
ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، فإن حجم تجارة الأسلحة الروسية قد نما بشكل عام في الشرق الأوسط العام الماضي. وعلى الرغم من أن موسكو كانت بعيدة عن مشتريها الرئيسيين، فقد عقدت صفقات جيدة مع الشركاء الإقليميين القدامى منهم الجزائر.
ولكن التقرير أشار إلى أن الجهود الأكثر جدارة في روسيا كانت في السعي إلى التوصل إلى صفقات مع شركاء جدد، وبعضهم عملاء موثوق بهم لصناعة الدفاع الأمريكية، ما يعزز الشعور في واشنطن أن موسكو تسعى إلى استراتيجية تحدي الهيمنة الأمريكية على جميع الجبهات. وفي الشهر الماضي، تقدمت العلاقات الروسية السعودية خطوة إلى الأمام مع زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى روسيا للمرة الأولى.
ونقل التقرير عن فلاديمير فرولوف، وهو محلل مستقل في الشؤون الخارجية في روسيا، قوله: “إن روسيا لا تسعى إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، بل إلى تقليص تواجدها. تنظر روسيا إلى مبيعات الأسلحة باعتبارها رافعة إضافية وأداة لخلق الاعتماد على موسكو. وتعتبر مبيعات الخليج، خاصة السعودية، أداة لأهداف السياسة الخارجية الأخرى، لتسهيل الاتفاقات حول القضايا السياسية وخلق أصحاب المصلحة في العلاقات مع روسيا”.
وفيما يتعلق بمنافسة روسيا مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فقد وصف المحلل المستقل فلاديمير فرولوف تجارة الأسلحة بقوله: “إن استراتيجية روسيا في مبيعات الأسلحة هي بيع كل شيء للجميع مع الاهتمام الجيوسياسي القليل وعدم الاهتمام بحقوق الإنسان. وسيحاول الروس اغتنام كل فرصة تعتبر فيها الولايات المتحدة شريكًا غير موثوق به. مصر وتركيا ليستا سوى أحدث الأمثلة”.