في قوله تعالى ” كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” البقرة:183 أي: ليوجد لكم هذه الملكة ملكة التقوى، وتصبح عبداً تقياً، ومن فاز بتقوى الله فاز بولاية الله، ألا وإنه والله لولي الله؛ إذ ولاية الله متوقفة على الإيمان وتقوى الله، فهو مؤمن ولذا فهو يصوم، ويكتسب التقوى، فيصبح ولياً لله. والناس صنفان: أولياء لله وأولياء للشيطان لا محالة، إما وإما، فأولياء الله الذين آمنوا به واتقوه، فلم يعصوه، ولم يخرجوا عن طاعته وطاعة رسوله، لا بترك واجبات ولا فعل محرمات، وولي الشيطان هو ذلك الذي زين له الباطل، وحسن له القبائح والمناكير، ففعل ذلك طاعة لهذا العدو الأليم، الشيطان عليه لعائن الرحمن. ومن الفوائد الاجتماعية للصوم أنه يعود الأمة النظام والاتحاد يعود الأمة على النظام والاتحاد، ولا اتحاد أكثر من هذا، فهم يصومون في يوم واحد، وينتظمون في الصيام مع بعضهم البعض، فمن الفوائد الاجتماعية للصوم أنه يعود الأمة على النظام والاتحاد وحب العدل والمساواة فالغني صائم والفقير صائم، والكبير صائم والصغير صائم، ومن الفوائد الصحية للصيام أنه يطهر الأمعاء وينظفها ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات والرواسب من الطعام ويخفف من وطأة السمن، وثقل البطن بالشحم. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم يقول ” صوموا تصحوا ” ولا يستطيع الأطباء أن ينقدوا هذا أو يردونه، بل هم يأمرون بالصيام.
من كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري