منهاج المسلم.. فضل الصلاة

منهاج المسلم.. فضل الصلاة

إنها فريضة من فرائض الله، تُؤدَّى في اليوم والليلة خمس مرات، مفروضة على كل مسلم مكلف، في كل حال؛ حضرًا وسفرًا، سِلْمًا وحَرْبًا، صحةً ومرضًا، لا يلغيها لاغٍ ولا يصدُّ عنها صاد ” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ” النساء: 103. أولُ ما فُرض من الأحكام، فرضت في أشرف مقامٍ وأرفع مكان، في الإسراء والمعراج، وآخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه وهو على فراش الموت: “الصلاةَ، الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكم” وهي آخر ما يفقد العبد من دينه. الصلاة ركن الدين وعموده، وأعظم شعائره، وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته، فإن قُبِلت قُبِل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ سائرُ العمل، ومَنْ ضيَّعَها فهو لما سواها أضيعُ. إنها قرة عيون المؤمنين، ومعراج المتقين، وراحة نفوسِ المؤمنين، وربيع قلوبِ المُخبِتين؛ بل هي قرة عين سيد المرسلين، فقد كان يقول: “وجُعِلَت قُرَّة عيني في الصلاة”، وكان يقول: “أرِحنا بها يا بلالُ!”، “وكان إذا حزَبَه أمرٌ فزعَ إلى الصلاةِ”. هي الصلة بين العبد وربِّه، لذة ومناجاة، نورٌ في الوجه والقلب، وصلاحٌ للبدن والروح، وتنهى عن الفحشاء والمنكر: ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ” العنكبوت: 45. كفَّارة للخطايا والذنوب كما قال تعالى: ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ” هود: 114، وقال صلى الله عليه وسلم: “الصَّلَواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعةِ، ورمضانُ إلى رَمَضانَ؛ مُكَفِّراتٌ ما بينهُنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائِرَ” رواه مسلم. بالصلاة افتتحت صفات المؤمنين المفلحين ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ” المؤمنون: 1، 2، وبها خُتمت ” وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ” المؤمنون: 9 – 11. أمر الله بالمحافظة عليها: ” حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” البقرة: 238.

 

من كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري