أولاً: فضله: أي: فضيلته ومنزلته وأجره لنوافل الصلاة فضل عظيم نوافل الصلاة فضلها أكثر من نوافل الحج والاعتمار قال صلى الله عليه وسلم: “ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما” أي: ما استمع منه محباً له أكثر ممن يصلي ركعتين. وإن البر -أي: الخير- ليذر فوق رأس العبد ما دام في صلاته البر الذي هو الخير يذر فوق رأس العبد ما دام في الصلاة وقال عليه الصلاة والسلام للذي سأله مرافقته في الجنة: “أعني على نفسك بكثرة السجود” هذا صحابي سأل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقته في الجنة، فقال له: “أعني على نفسك بكثرة السجود” أي: بصلاة النوافل؛ ولهذا كانوا يصلون المائة ركعة والمائتين. وهذه الأحاديث الثلاثة دالة على فضل النوافل.
ثانياً: الحكمة من التطوع: ومن الحكمة في النفل: أنه يجبر الفريضة إن نقصت فمن حكمة نوافل الصلاة: أنها تجبر الفريضة إذا نقصت فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام” إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاة ” أول ما نحاسب عليه الصلاة. يقول ربنا تعالى للملائكة -وهو أعلم-: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك “.
من كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري