إن الحياة متوقفة على الإيمان بالله، والسعادة متوقفة عليه، والنجاة من النار ودخول الجنة متوقفة عليه، فحياة المسلم تدور على الإيمان فعلاً أو تركاً تقوى وتضعف. كان الصحابة يقولون: هيا بنا نؤمن ساعة، أي: نزيد في طاقة إيماننا، ومادة البنزين عندما تضعف في السيارة تقوى بنفس المادة، وإيمانك كذلك عندما يضعف يقوى بأن تصلي ركعتين وتبكي فيها، فيرتفع منسوب إيمانك ويزيد، فالأعمال الصالحة هي التي تقوي الإيمان وتزيده، ويضاف إلى ذلك ذكر الله عز وجل، والتفكر في الكون والكائنات، هذا يزيد في إيمانك بالله عز وجل: “قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ” يونس:101. المسلم ذاك الذي أسلم قلبه ووجهه لله، إذا قال له ربه: قف وقف، وإذا قال امشِ مشى، ذاك المسلم يؤمن بالله تعالى بمعنى: أنه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالى تصديقاً جازماً بوجود الرب تبارك وتعالى الخالق، المدبر، المالك، الموجود فوق سمواته، فوق عرشه وأنه عز وجل فاطر السماوات والأرض أي: خالقهما وموجدهما على غير مثال سابق. بل يعلم سبحانه ما يخفي القلب، وما تتحدث به النفس رب كل شيء، رب الكواكب، والأفلاك، والسماوات، والأنهار، والإنس والجن، الله رب كل شيء، وخالقه وصانعه وموجده، فهو مالكه ومليكه الحاكم فيه والمتصرف، يعطي ويمنع، ويضر وينفع، ويرفع ويضع، ويعز ويذل، وهذا لتمام ملكه لا إله إلا الله هو ولا رب غيره. فالحقيقة: لا إله بحق إلا الله، ولهذا نعلن عن هذه العقيدة بقولنا: أشهد أن لا إله إلا الله، أي: بأنه لا يوجد إله حق يستحق أن يعبد إلا الله “فلا رب غيره” أي: لا خالق ولا رازق ولا مالك ولا مدبر لحياتنا إلا هو، ولهذا استحق العبادة، ووجبت له، فالذي أخاف منه أن يضرني أو يشقيني هو الذي أعبده، والذي أرجو منه أن يسعدني ويكرمني هو الذي أعبده، فما دام الرب هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت فيجب أن يكون هو الإله الحق.
من كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري