أذكركم ونفسي بأن العقيدة الإسلامية بمثابة الروح للإنسان، من رزقها ووهبها وأعطيها وكان مؤمناً بها فهو حي يسمع ويبصر، يعطي ويمنع، يجيب ويرفض، وذلك لحياته، ومن فقدها فهو في عداد الموتى، يسمع النداء فلا يجيب، ويُحذر فلا يحذر، ويُبشر فلا يبشر؛ وذلك لموته. ومن كانت عقيدته -أي: العقيدة الإسلامية- فيها خلل بالزيادة أو النقص فهذا بمثابة المريض، والمريض يقدر يوماً على أن يصوم ويوماً لا يقدر، يقدر على أن يقول كلمة الحق ويعجز عنها يوماً آخر، يقوى على أن يفعل خيراً ويعجز عن أن يفعل آخر؛ وذلك لمرضه. ومن هنا: وجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يصحح عقيدته، فيعرضها على القرآن الكريم فإن وافق عليها القرآن فعقيدته صحيحة، ويعرضها على السنة النبوية فإن وافقت السنة فهي صحيحة، فإن لم يوافق القرآن عليها ولا السنة فهي ضعيفة، وهو مريض، شفانا الله وإياه. وهذه العقيدة أركانها التي تنبني وتعتمد عليها ستة أركان، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. وكل ركن متوقف على الأركان التي بعده، فمن آمن بالله ولم يؤمن بملائكته فما آمن، ومن آمن بالله وملائكته ولم يؤمن بكتبه فما آمن، ومن آمن بالرسل ولم يؤمن بواحد منهم فما آمن، ومن آمن بالقضاء والقدر ولم يؤمن بحادثة حدثت بقضاء الله فما آمن، فالإيمان بمثابة الروح.
من كتاب منهاج المسلم للشيخ أبو بكر الجزائري