انتظرت وزارة الثقافة والفنون أزيد من ثلاثة أسابيع لتعلن عن توقيف عرض فيلم “باربي” بعد جدل واسع رافق الترخيص بعرضه، لـ”ترويجه للمثلية والتحول الجنسي”، وهو ما يتنافى مع قيم المجتمع الجزائري العربي المسلم.
و كانت “الموعد اليومي” السباقة في طرح تساؤلات عن الجهة التي اقتنت هذا العمل ومن منح لها ترخيص عرضه في أكبر القاعات السينمائية على غرار “ابن خلدون بالجزائر العاصمة” ولماذا انتظرت مصالح القطاع كل هذه المدة لتتخذ قرارا بسحبه دون أن تصدر بيانا يكشف عن حيثيات القضية والعقوبات المتخذة في هذا الشأن وأين الإعلاميين؟ لماذا التزم معظمهم الصمت !!. وذكر الصحفي المتخصص في الشأن الثقافي، عبد العالي مزغيش، نقلاً عن مصدر وَصَفَه بالموثوق، أن وزارة الثقافة والفنون سحبت ترخيص عرض الفيلم، مشيراً إلى أن “منع عرض الفيلم جاء بعد الجدل الذي رافق بعض مشاهده المصنفة كمنافية لقيم المجتمع”. وفي أول رد فعل سياسي، أكد أحمد صادوق، رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، منع فيلم “باربي” من العرض في الجزائر. وقال المسؤول في الحزب الإسلامي، في منشور له: “كل الشكر للشرفاء الساهرين على حماية القيم النبيلة، وكذا الأسرة الجزائرية الأصيلة من محاولات اختراق الخفافيش المتسللة”. واللافت، أن قرار المنع جاء بعد نحو 3 أسابيع من بدء عرض الفيلم في قاعات السينما الكبرى في البلاد، وهو ما يشير إلى تجاوب السلطات مع حالة الرفض التي قوبل بها الفيلم، خاصة على مواقع التواصل، على الرغم من أن الإقبال على المشاهدة كان كثيفاً في الأيام الأولى من بدء العرض. وبداية العام الجاري، أظهرت السلطات الجزائرية حزماً في التعامل مع “الترويج الناعم للمثلية”، وأطلقت حملة تحسيسية وطنية حول “المنتوجات التي تحمل رموزاً وألواناً تمسّ بالعقيدة الدينية والقيم الأخلاقية للمجتمع الجزائري”، في إشارة للألوان التي يتبناها المثليون. وذكرت وزارة التجارة، حينها، أن هذه الخطوة تهدف لنشر الوعي لدى المستهلكين والمتعاملين الاقتصاديين “حول المخاطر والعواقب السيئة التي تنجر عن تداول مثل هذه المنتوجات في السوق الوطنية”. وتم تنظيم حملات في الساحات العمومية والمراكز التجارية والجامعات ومراكز التكوين والمراكز الثقافية، وكذا تنشيط حصص تفاعلية عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية، وإرسال رسائل قصيرة للتوعية عبر شبكات الهاتف النقال، تحت شعار “احمِ عائلتك، حذاري من المنتوجات التي تحمل ألواناً ورموزاً منافية للعقيدة وقيمنا الأخلاقية”. هذا وقد دخل هذا الفيلم الذي أخرجته غريتا غيرويغ وأدى بطولته مارغو روبي ورايان غوسلينغ، الأسبوع الماضي، تاريخ السينما بعدما أصبح أول عمل بتوقيع مخرجة تتجاوز إيراداته العالمية عتبة المليار دولار. وحصد الفيلم الذي يروي مغامرات الدمية الشهيرة باربي المصنوعة من شركة “ماتيل”، في العالم الحقيقي مع صديقها كن، في نهاية الأسبوع الأخير إيرادات قاربت 34 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا، حسب تقديرات نشرتها الأحد شركة “إكزبيتر ريليشنز” المتخصصة. عربيا، انطلق عرض “باربي” قبل أيام في بلدان أخرى في المنطقة، خصوصاً السعودية والإمارات، حيث يشهد إقبالاً كبيراً. لكنه أثار جدلا في بعض البلدان حتى قبل طرحه فيها، حيث حُظر عرضه في الكويت بحجة أنه “يخدش الآداب العامة”، فيما طلب وزير الثقافة اللبناني محمد مرتضى من السلطات المعنية في بلاده منع عرض الفيلم في الصالات اللبنانية بتهمة الترويج للمثلية الجنسية. وتعرض مرتضى لحملة انتقادات، حيث وقع عدد من المثقفين بياناً ضد خطوته. كما قال النائب عن كتلة التغيير، مارك ضو: “إهانة للثقافة أن لقب وزير يمنح لهذا الشخص، وإهانة للقضاء لأن يمنح لقب قاض”. وأضاف: “هذا يظن أنه وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعتقد أننا نعيش في دولة دينية وليست مدنية. هذا وزير يخاف من فيلم باربي، ومن بعض الألوان”. ورد المرتضى على ضو “وقانا الله شرّ هذا الزمان الذي أصبح لنا فيه نواب شذوذ” كمثل جنابك أفرزها قانون انتخاب شاذ، والعجب أن يتسنّى لمثلك أن يجلس مجلساً شغله كمال جنبلاط”. وتوجه إليه بالقول: “دع غيظك يقتلك يا نائب الغفلة ومشرّع الشذوذ وثمرة القانون الشاذ فلن نبالي بك ولن نردّ على تفاهاتك”. كما ردّ على جميع منتقديه بمادتين من الدستور اللبناني هما 9 و10 وقال إنهما “تفرضان على الدولة تأدية فروض الإجلال لله تعالى واحترام التعاليم الدينية ومنع أيّ تعليمٍ يناقض القيم الأخلاقية المنبثقة عنها”. وأضاف: “المسيحية والإسلام ينبذان الشذوذ الجنسي المخالف لـنظام الخالق ويدعوان إلى مواجهة هذه الظواهر لأثرها الكارثي على المجتمع”.
ب.ص