منظرو السياسة  أجمعوا على أن ثورات الربيع العربي عرقلة تقدمها… دعوة إلى توحيد مواقف الدول العربية لمواجهة التحديات

elmaouid

الجزائر- أجمع المختصون في الحقل السياسي، خلال المؤتمر الدولي حول الأوضاع الحالية  في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على ضرورة  أن توحد هذه الدول مواقفها السياسية والاقتصادية لمواجهة مختلف

التحديات الراهنة، خاصة وأن المنطقة تمر بوضعية جد حرجة بسبب مشكل الإرهاب وكذا غياب التنمية، مؤكدين أن المنطقة أصبحت تسيل لعاب الدول الكبرى نظرا لتوفرها على موارد طبيعية هامة، مما جعلها عرضة لعدة تدخلات، باستعمال القوة مثل ما حدث في العراق وكذا ليبيا التي تحولت لبؤرة توتر، أو غير مباشرة بخلق مشاريع استثمارية وهمية.

دعا البروفيسور ورئيس جامعة الجزائر3، رابح شريط، السبت، خلال المؤتمر الدولي حول الأوضاع الحالية  في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المشاكل واقتراح الحلول، الذي نظم ببن عكنون، وحضره عديد الأساتذة من داخل وخارج الوطن،  إلى ضرورة  توحيد القرارات السياسية والاقتصادية لهذه الدول، قصد مواجهة التكتلات الإقتصادية الكبرى، وأشار رئيس جامعة الجزائر 3، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمران منذ سنين بوضعية جد حرجة، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وكذا مشكل الإرهاب الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقا على أمن المنطقة برمتها، مضيفا أن موجة الربيع العربي ساهمت بقسط كبير في تراجع اقتصاديات الدول وأدخلتها في مشاكل كبيرة.

مضيفا أن  المنطقة تملك مقومات كبيرة، وبإمكانها  تحقيق قفزة تنموية، حيث تستحوذ على 60بالمائة من مخزون النفط العالمي،  وحوالي 45 بالمائة من الغاز الطبيعي، كما أنها  مهد الحضارات والديانات السماوية وفيها موارد طبيعية ويد عاملة هامة،  وبالرغم من هذا فيها الكثير من المشاكل والحروب.

 

عتيقة بن يحيى دكتورة في العلوم السياسية: روسيا تحاول عرقلة الطموح الأمريكي بالمنطقة

 

أكدت الدكتورة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عتيقة بن يحيى، أثناء مداخلتها والتي تمحورت حول أبعاد الصراع الأمريكي  في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن  النظام الدولي يعيش تحديات عديدة،  وانفردت الولايات المتحدة بتقرير السياسات العالمية، ويتجلى ذلك في حرب العراق وأفغانستان، ولكن تولي بوتين زمام الأمور في روسيا وسعيه لإرجاع روسيا لأمجادها السابقة، عرقل الطموح الأمريكي بالمنطقة،  ويظهر ذلك من خلال الدعم السياسي الذي قدم من طرف روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، في حربه ضد الإرهاب  وفي مجلس الأمن وكذا الحضور القوي لروسيا  على  الأراضي السورية، وكلها تجذبات تؤثر على استقرار المنطقة وتعرقل  جهود التنمية.

كما عرجت إلى صراع الدول الكبرى في شمال إفريقيا،  وقالت” روسيا أقل حضورا رغم محاولتها المتكررة  الدخول من بوابة ليبيا،  لكنها لم يستطع لأن حلف “الناتو” أقصى وجودها”،  وحاولت بالتالي إنجاز عديد  المشاريع الاقتصادية  وآخرها مشروع السكك الحديدة بليبيا ، وهي بذلك تريد  توجيه رسالة لأمريكا مفادها” لابد أن تكون شريكا أساسيا  في صناعة القرارات الدولية”

من جهته أوضح الدكتور في العلوم السياسية، عاشور، أن المنطقة العربية ازدادت وضعيتها سوءا بعد أن  اجتاحتها موجة  الربيع العربي  أو ما يسمى بثورات الربيع العربي التي بقيت فصولها  إلى الوقت الراهن، مشيرا أن المغرب العربي فشل  في مواجهة الحروب الأهلية  مما أدى  لعدم تحقيق الاستقرار، داعيا إلى ضرورة  تعزيز التعاون الإقليمي من أجل حماية حقوق الإنسان  لإحلال السلام  بالمنطقة  التي تعاني منذ سنوات.