على امتداد أكثر من عقد من الزمن، استطاع برنامج منشد الشارقة الذي ينظمه تلفزيون الشارقة، التابع لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن يقدم نماذج إبداعية، ذاع صيتها في فضاء الإنشاد، وأصبح لها مكانتها في رحاب هذا الفن الهادف، حتى بات البرنامج خلال دوراته المنصرمة محط أنظار الموهوبين الباحثين عن منصة للفن الأصيل، ومضامينه السامية.
وخلال دوراته السابقة، جمع البرنامج عدداً من الأسماء التي شاركت، وقدّمت لوحات إنشادية متنوعة، عبّرت عن ثقافة فنية أصيلة، وعرّفت بالعديد من فنون ومدارس الإنشاد المنتشرة في ربوع الوطن العربي، والعالم الإسلامي، وحظيت بالفوز، ونيل ألقاب البرنامج، ومن بين هذه الأصوات التي برزت وحققت شهرة واسعة، المنشد الجزائري كمال رزوق، الذي حصد لقب الدورة السابعة من البرنامج.
ويروي رزوق، الفائز بلقب البرنامج في دورته السابعة عام 2014، حكاية انضمامه إلى البرنامج ذائع الصيت عربياً ودولياً، باعتباره إنجازاً كبيراً، رغم التحديات التي فرضتها قوة المنافسة، مشيراً إلى أنه واجه أصواتاً في غاية الروعة، غير أن الجهد والعمل والمثابرة، هي سر نجاحه وفوزه باللقب، إلى جانب ما قدمه فريق عمل البرنامج من دعم، وتنظيم، وتنسيق.
ويقول مرزوق: “منذ لحظة تتويجي أدركت أن المسؤولية أصبحت أكبر، وأنه يتوجب علي تقديم الجديد والأفضل للجمهور الذي ساندني، حيث عملت بقوة بعد عودتي إلى بلادي الجزائر، واجتهدت من أجل إصدار مجموعة من الأعمال الفنية، بالتعاون مع مؤسسة سما الفنية، حيث أصدرنا (ما زال الحال)، و (يا بلادي)، و (أنا فتى أمين)، التي كانت جميعها من ألحان نوبلي فاضل، وكلمات شعراء مبدعون من العراق، وتونس، والجزائر”.
وتابع: “تعاونت مع قناة الشارقة التي أنتجت لي كليب (رمضان)، العمل الذي أعتز به، ولاقى نجاحاً لافتاً، حيث تم عرضه خلال جولة فنية قمت بها إلى عدد من المدن والعواصم العربية، وفي المستقبل القريب سأصدر كليب مشترك بالتعاون مع شقيقي تحت عنوان (سيدة الحب)، وهو مهدى إلى روح والدتي رحمها الله”.
ويقول رزوق إنه بدأ رحلة الإنشاد منذ عامه الدراسي الأول، من خلال المشاركة في المناسبات الوطنية، قبل التحاقه في سن العاشرة، بفرقة الآفاق الفنية عام 2001، حيث لعبت دوراً مهماً في صقل موهبته، وقدمته كمنشد متمكن حاز على العديد من الجوائز الوطنية والدولية، أبرزها جائزة “صوتك واصل” التي أقيمت في القاهرة عام 2009، وجائزة “العرجون الفضي” في تونس عام 2010.
وحول المدارس الإنشادية التي تأثر بها، قال رزوق: “منطقة المغرب العربي تحفل بالمدارس الإنشادية ذات التاريخ والعراقة، وأنا استفدت وتأثرت بشكل كبير من المدرسة المشرقية التي يعد المنشد المبدع غسان أبو خضرة أحد أقطابها، كما تتلمذت على مذهب المدرسة المغربية التي تضم نخبة من المنشدين البارزين، مثل الفنان رشيد غلام، الذي أعتز بتشبيه المستمعين لصوتي بخامته الصوتية”.
ويتابع رزوق: “منشد الشارقة هو جسر النجومية للفنانين الذين يشاركون في منافساته، ولأنه البرنامج الأقوى على الصعيد العربي والدولي، فقد كنت أتابعه بشغف، لأنه يحظى بمتابعة واسعة لدينا في الجزائر، وكنت دائماً أُسأل، لماذا لا تنضم إلى برنامج منشد الشارقة، فجعلت الانضمام إليه هدفي الأول، حيث تمكنت من المشاركة والفوز باللقب، بتوفيق من الله”.
وينصح رزوق كل من يشارك في البرنامج أن يسعى لتمثيل بلاده خير تمثيل، وأن يتحلى بالمسؤولية، وأن يثق بقدراته وإمكاناته، وأن يركّز على انتقاء الأعمال المتميزة التي يحبها الجمهور، إلى جانب الاستماع إلى نصائح المدربين والعمل بها.
ب/ص