يبقى خبز الشعير الذي يعرف محليا بـ “الحامضة” المفضل لدى العائلات بمدينة تيسمسيلت خلال شهر رمضان المعظم، إذ لا تخلو موائد الإفطار من حضوره بالرغم من توفر أنواع عديدة من الخبز على غرار الخبز “السوري” و “المطلوع”.
يشهد شارع “أول نوفمبر” بوسط مدينة تيسمسيلت هذه الأيام إقبالا كبيرا على اقتناء خبز الشعير الذي يعرف محليا باسم “الحامضة” الذي يستحيل أن يغيب عن مائدة العائلة التيسمسيلتية، وبهذا الشارع القديم يصنع باعة خبز “الحامضة” القادمون من مناطق ريفية بالولاية على غرار عماري وأولاد بسام وبني شعيب جوا من النشاط والحيوية وهم يروجون لخبر “الحامضة” المصنوع من دقيق الشعير والمعروف بتسهيله لعملية الهضم. ويرى أحد المواطنين من عاصمة الولاية أن مائدة رمضان لا تخلو بتيسمسيلت من خبز “الحامضة” الذي يزداد عليه الطلب بكثرة خلال شهر رمضان.
ويفضل الباعة عرض هذا الخبز بشارع “أول نوفمبر” الذي أصبح يعرف بكثرة بيع أنواع الخبز سواء المحضر بالشعير أو النخالة أو القمح والذي يرغب في شرائه الصائمون لتأثيره الجيد على الجهاز الهضمي. وتعود تسمية هذا الخبز بـ “الحامضة” إلى مذاقه الحامض الناتج عن عملية تخمر عجينة الشعير التي تترك ليوم كامل قبل طهيها في شكل خبيزات في طاجين الخبز على نار هادئة.
ويشرح أحد المواطنين من بلدية عماري الواقعة 14 كلم غرب مدينة تيسمسيلت، عملية تحضير دقيق الشعير بدءا من حصاد المحصول ودرسه وغسل حبات الشعير وتنظيفها من الشوائب ثم تجفيفها وطحنها باستعمال مطحنة تقليدية يطلق عليها محليا “القرويشة” أو الرحى. ويتم بعد ذلك غربلة مطحون الشعير بغرض الحصول على دقيق صاف يميل لونه إلى الفضي وهو خشن نوعا ما، وبعدها تعجن منه كمية بالماء وتترك العجينة لمدة تقارب يوما كاملا لتطهى في الفرن التقليدي لمدة لا تتجاوز 10 دقائق.
رمضان فرصة للاسترزاق
ويجد الباعة القاطنون بالمناطق الريفية للولاية على غرار عماري وأولاد بسام وبني شعيب وسيدي سليمان فرصة مناسبة خلال شهر رمضان لبيع هذا الخبز الشهي بوسط مدينة تيسمسيلت، وكذا بالسوق الشعبي المسمى “سوق حليمة” بحي “الدرب” القديم و حتى داخل المناطق الحضرية بعدد من البلديات المجاورة لعاصمة الولاية، ويكمن سر إقبال العائلات التيسمسيلتية على خبز “الحامضة” لاحتوائه على فوائد كثيرة منها صحية متمثلة في الخفض من نسبة الكولسترول في الدم وتضميد القرحات المعدية والوقاية من أمراض القلب والسكر والكبد حسب أخصائية في الطب العام خديجة صوفي.
مساعٍ لدعم المطبخ المحلي
وتشتهر مناطق عماري وبني شعيب وأولاد بسام وسيدي سليمان بطهي هذا الخبز خلال شهر رمضان المعظم وذلك لكونها تعرف انتشارا كبيرا لزراعة محصول الشعير. وفي القديم كان كبار السن في الأرياف عندما يشعرون بتعب أو صعوبة في الهضم يطلبون من ربة العائلة تحضير لهم خبزة صغيرة من الحامضة.
من جهتها، تفكر غرفة الحرف والصناعة التقليدية لولاية تيسمسيلت في تنظيم معرض خاص بأنواع الخبز المحلي ومنها خبز “الحامضة” وذلك بغية التعريف أكثر بما تزخر به الولاية من صناعات تقليدية وكذا بالمطبخ المحلي.
ق.م
