توقع منتدى الدول المصدرة للغاز في تقريره السنوي لعام 2024، أن يشهد الطلب العالمي على الغاز الطبيعي نموا بنسبة 2 بالمائة سنويا خلال عامي 2025 و2026، مدفوعا بالطلب القوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخاصة في قطاعي توليد الكهرباء والصناعة.
نمو قياسي في الاستهلاك والإنتاج
أفاد التقرير بأن الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي ارتفع بنسبة 2.5% في عام 2024، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 4170 مليار متر مكعب، مدفوعا بالطلب القوي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وكان قطاعا توليد الكهرباء والصناعة هما المحركين الأساسيين لهذا النمو. كما نما الإنتاج العالمي من الغاز بنفس وتيرة الطلب، حيث أكد المنتدى أن الدول الأعضاء فيه تواصل لعب “دور رئيسي” في تلبية الاحتياجات العالمية من الغاز.
تحذيرات من مخاطر الحرب التجارية
حذر التقرير من المخاطر التي قد تؤثر على هذه التوقعات، خاصة الرسوم الجمركية الواسعة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة مؤخرا. وأشار إلى أن
تأثير هذه الإجراءات لم يدرج بعد في تحليل المنتدى، مما يجعل من الضروري متابعة تداعياتها عن كثب.
تطورات في تجارة الغاز
أشار التقرير إلى أن التجارة العالمية للغاز عبر خطوط الأنابيب ارتفعت بنسبة 6 بالمائة لتصل إلى 606 مليار متر مكعب، منهية بذلك سنتين متتاليتين من التراجع. وتم تسجيل هذا الارتفاع في معظم المناطق الكبرى حول العالم. أما بالنسبة لتجارة الغاز الطبيعي المسال، فقد ظلت متوترة نسبيا، مع تسجيل نمو محدود بنسبة 1% فقط، رغم التوقعات بزيادة كبيرة في القدرة العالمية على تسييل الغاز بنحو 206 ملايين طن سنويا بين عامي 2025 و2028.
الغاز الطبيعي في قلب التحول الطاقوي
أكد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، محمد حامل، أن “الغاز الطبيعي يظهر انتعاشا قويا وصمودا”، مشيرا إلى أنه ساهم بنسبة 35% في نمو الطلب العالمي على الطاقة الأولية خلال سنة 2024، وهي النسبة الأعلى بين جميع أنواع الوقود. ويعكس التقرير السنوي لمنتدى الدول المصدرة للغاز، أن الغاز الطبيعي يظل حجر الزاوية في منظومة الطاقة العالمية، مع استمرار الطلب القوي رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية. ويبدو أن السنوات المقبلة ستشهد توسعا إضافيا في الاستثمارات، خاصة في مشاريع التسييل والنقل، ما يجعل من الغاز الطبيعي لاعبا أساسيا في مستقبل الطاقة.
محمد بوسلامة
