نظمت، الثلاثاء، بالعاصمة، فعاليات منتدى الأعمال الجزائري-الروسي، الذي شهد تأكيداً على الإرادة المشتركة بين الطرفين لتعزيز التعاون في عدة مجالات اقتصادية، لاسيما في مجالات الصناعات الغذائية، الصيدلانية، والطب.
المنتدى جاء بمبادرة من الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، وشهد مشاركة وفد أعمال روسي يمثل سبع مؤسسات اقتصادية. وقد ركز اللقاء، الذي جمع متعاملين اقتصاديين من البلدين، على استكشاف فرص الاستثمار المتاحة، حيث أكد رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، كمال حمني، على أهمية هذا الحدث في دفع التبادلات التجارية بين الجزائر وروسيا إلى مستويات أعلى، مشيراً إلى الإمكانات الكبيرة للتعاون بين البلدين، والتقدم الذي يشهده الاقتصاد الجزائري في السنوات الأخيرة. وأبرز حمني، في هذا السياق، أن حجم التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا شهد نمواً لافتاً، حيث ارتفع من 1.05 مليار دولار في عام 2022 إلى 1.48 مليار دولار في عام 2023، وبلغ 524 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2024. ورغم هذا التقدم، أشار حمني إلى أن هذا النمو كان لصالح روسيا، ما يبرز الحاجة إلى تحقيق توازن تجاري يخدم مصلحة الطرفين. من جانبه، ثمن المدير العام للغرفة، حسين زاوي، التعاون المشترك بين البلدين، مشددا على أهمية خلق توازن في الميزان التجاري من خلال زيادة استثمارات روسيا في المشاريع التنموية التي تشهدها الجزائر. في هذا الإطار، دعا زاوي الشركات الروسية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يوفرها السوق الجزائري، خاصة مع القانون الجديد للاستثمار الذي يقدم تسهيلات للمستثمرين الأجانب. كما حث الجانب الروسي على المشاركة في مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تعتزم الجزائر إنجازها، مؤكداً على أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يمكن أن يعود بفوائد مشتركة ويعزز التنمية في كل من البلدين. أما من جهة الحكومة، فقد أكد مدير الترويج والتبادل الاقتصادي بوزارة الخارجية رابح فصيح، على أهمية المنتدى في تعزيز العلاقات التجارية، مشيراً إلى الإجراءات التي اتخذتها الجزائر مؤخراً لجذب الاستثمارات الأجنبية. ودعا الطرفان، إلى دراسة فرص الاستثمار في قطاعات مثل الفلاحة، الطاقة، والتكنولوجيات الحديثة. من الجانب الروسي، أكد نائب رئيس الممثلية التجارية لروسيا في الجزائر، سيرغاي شاراييف، على أن المنتدى يمثل فرصة لتعزيز الشراكة بين البلدين، مبرزاً أن الجزائر أصبحت بيئة جاذبة للاستثمارات، خاصة في قطاعات حيوية مثل الزراعة، التي تشكل محوراً رئيسياً في التبادلات التجارية بين البلدين. واختتم المنتدى، بتنظيم لقاءات ثنائية بين الشركات الجزائرية ونظيراتها الروسية، في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية وتنمية التعاون في مختلف القطاعات.
محمد بوسلامة











