منتخبون وبرلمانيون يحذرون منه ويقترحون طرقات جديدة لحله… الاختناق المروري يهزم صبر سكان العاشور والدرارية

elmaouid

60 بالمائة من فوائد الناقلين توجه لصيانة المركبات

شجارات يومية بين السائقين بسبب الازدحام الحاد

 

ضاق سكان بلديتي العاشور والدرارية، ذرعا بالاختناق المروري الذي تعرفه المنطقتان، والذي تتزايد وتيرته بشكل يومي.

 

يشتكي سكان بلديتي العاشور والدرارية، من الاختناق المروري الذي تعرفه أغلبية طرقاتهما وممراتهما، ما أدى بهم إلى مطالبة المصالح المحلية وكذا الولائية من أجل إيجاد حلول سريعة لهذا المشكل الذي بات يؤرقهم ويعطل مشاغلهم اليومية.

 

ساعتان كاملتان للوصول إلى بن عكنون

“الموعد اليومي” تجولت في الساعات الأولى من الصباح، تحديدا في أوقات الذروة، وسط بلدية الدرارية إلى غاية بلدية العاشور وصولا إلى طريق “الحوضين” التابع لبلدية بن عكنون، كانت الساعة تشير إلى السابعة ونصف، لما وصلنا إلى محطة الحافلات بالدرارية والتي لها حديث آخر سنتطرق إليه لاحقا، ركبنا إحدى الحافلات المتوجهة إلى بلدية بن عكنون، حيث تمر هذه الأخيرة من الطريق الرئيسي لبلدية الدرارية والمعروف محليا بــ “طريق الشوايين”، نسبة لمطاعم الشواء المتواجدة على طوله، وصولا إلى بلديتي العاشور وبن عكنون، على التوالي، ونحن راكبون في الحافلة اغتنمنا الفرصة لتبادل أطراف الحديث مع سائقها، الذي أكد في سياق حديثه، أن الاختناق المروري بات لصيقا بالدرارية، مشيرا إلى معاناتهم اليومية التي يتجرعونها مع المسافرين يوميا، طالما المدة التي يقطعونها من بلدية الدرارية إلى بلدية العاشور تفوق الساعتين، في أوقات الذروة، التي تكون من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الظهيرة، لتنطلق من جديد في الفترة المسائية من الساعة الثالثة مساء إلى غاية الثامنة ونصف، وهو الأمر الذي لم يعد يتحمله كل من الناقلين وكذا المسافرين.

من جهة أخرى، تطرق إلى الخسائر الجسيمة التي تلحق بحافلات النقل، جراء الازدحام الذي ينجر عنه تلف في قطع الغيار، مؤكدا في ذات الوقت بأن 60 بالمائة من الفوائد المتحصل عليها توّجه لإعادة إصلاح قطع الغيار التلفة، أو شرائها من جديد، ما أدى بالعديد من الناقلين إلى التخلي عن هذا النشاط واستبداله بتجارة أخرى، حسب ما أكده محدثنا.

قضينا قرابة نصف ساعة ونحن داخل الحافلة نعاني من الاختناق المروري، الذي أثّر على نفسية الركاب بدرجة كبيرة، سيما أن المسافة التي قطعناها لم تتعد الثلاثة كيلومترات، ما أدى بنا إلى النزول في إحدى المحطات الثانوية المعروفة بــ “محطة البنزين”، وكانت الساعة تشير إلى الثامنة و10 دقائق، اخترنا إكمال الطريق مشيا على الأقدام، وفي هذا الصدد، عبر العديد من القاطنين بالبلدية وكذا المارين منها، ممن التقت بهم “الموعد اليومي” خلال سيرها في طرقات الدرارية، عن استيائهم الشديد، وتذمرهم الكبير من الحالة التي آلت إليها البلدية، فيما يخص الاكتظاظ الحاد الذي عرفته البلدية والذي لا يزال مستمرا إلى “أجل غير مسمى”، خاصة أن الجهات الوصية لم تتمكن لحد الساعة من إيجاد حل جدي، يقضي ولو نسبيا على مشكل الاختناق المروري، الذي بات على حد تعبير محدثينا “يخنق المسافرين ويؤثر على مزاجهم بدرجة كبيرة”.

 

لعنة “لاكوت” تطال الدرارية والعاشور!

“زحمة الدرارية والعاشور شبيهة بزحمة لاكوت”، هي العبارة التي سمعناها من أحد المسافرين القاطن ببلدية بئر خادم، وأتى إلى بلدية العاشور لقضاء حاجياته الخاصة، وشاءت الصدف أن نلتقي في الطريق المؤدي إلى العاشور، بعد أن فضّل المشي على ركوب الحافلة والانتظار لساعات طويلة للوصول إلى وجهته، ليحكي لنا معاناته “ليوم واحد” في البلدية، وهو في كامل الذهول والحيرة، وأول عبارة أطلقها كانت أن الازدحام المروري لدرارية بات يؤثر بشكل كبير على البلديات الأخرى، وكأنها “لعنة” تلاحق بلدية الدرارية والبلديات المجاورة، قائلا: “كنت أظن أن “لاكوت” هي النقطة السوداء التي تلاحق العاصميين، سيما الآتين من ولاية البليدة، باعتبارها النقطة الأخيرة المتواجدة على مستوى الطريق الوطني الرابط بين البليدة والعاصمة، إلا أنني اليوم أرى ما لم أره في بئر خادم”.

العبارة الأخيرة التي قالها المواطن بكل عفوية، تثبت مدى خطورة الوضع ومدى انعكاساته السلبية على البلديات المتواجدة غرب العاصمة، على المدى البعيد، فبعد تحوّلها من بلديات “شبه ريفية” إلى بلديات حضرية بامتياز، نظرا للتجارة التي أنعشتها والمجمعات السكنية التي شيدت فيها، بالإضافة إلى الطريق السيّار الذي كان سابقا نعمة عليها بعد أن حول بلدية الدرارية والبلديات اللصيقة بها كبابا حسن والعاشور إلى بوابات لبلديات أخرى وهمزة وصل، إلا أنه أصبح نقمة عليها، وهذا راجع للاختناق المروري الذي أصبح عنوانا لها.

 

.. الممرات “الفرعية الضيقة” سبيل آخر للهروب

ونحن نتجول وصلنا إلى حي “وادي الرمان”، الواقع ببلدية العاشور، وما شدّ انتباهنا أصحاب المركبات الذين حوّلوا مسارهم من الطريق الرئيسي، إلى الطرق الفرعية المتواجدة بقلب الحي والتي تؤدي، حسب ما أوضحه لنا بعض السكان، إلى غاية بلدية بن عكنون، الأمر الذي جعل تلك الطرق المعروفة بضيقها ملاذا للسائقين، وحلا سريعا للهروب من “شبح الاختناق” الذي لحق بالبلديتين، تلك الطرق وإن كانت حاليا حلا مؤقتا، إلا أنها لا تصلح لأن تكون حلا مستقبلا، بعد أن أصبح القاطنون بمحاذاتها يعيشون معاناة لا متناهية، للفوضى العارمة والإزعاج الذي يسببه أصحاب المركبات لإطلاقهم مزامير السيارات من أجل العبور في تلك الممرات الضيقة.

وإن تحدثنا عن الفوضى والإزعاج “اللا محتمل”، أكيد سنتحدث عن الملاسنات الجارحة ومناوشات سائقي المركبات مع بعضهم البعض، والتي تصل غالبا إلى حد الاشتباكات بالأيدي، وسط ازدحام الحركة المرورية، حيث أضحت مشاهد الاشتباكات الناتجة عن مشكل الاختناق صورة تتكرر يوميا وباتت لصيقة بالمنطقة.

 

مشروع طريقين جديدين لتخفيف الازدحام

المشكل الذي تعاني منه بلديات غرب العاصمة، وبالأخص بلديتي العاشور والدرارية، اللتان اقترنا اسمهما بالاختناق المروري، وأصبحتا في فترة قصيرة جدا، من بين النقاط السوداء التي تعاني منها العاصمة، لم يعد مشكلا “محليا” يخص بلديتين دون غيرهما، بل انعكاساته أثرت بشكل كبير على البلديات المجاورة وحتى البعيدة عنهما، ما يستوجب من الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الأشغال العمومية أخذ المشكل بشكل جدي ومحاولة إيجاد حلول ناجعة له في القريب العاجل، وهو ما دعا إليه برلمانيون ومنتخبون من بلدية الدرارية وكذا مواطنون، في العديد من المناسبات، مقترحين في ذات السياق، مشروع طريق جديدة رابطة بين حي “وادي الطرفة” إلى غاية بلدية بابا حسن، بالإضافة إلى إعادة فتح الطريق المغلق الرابط بين حي”السبالة” وبلدية حيدرة، مؤكدين أن الجهات الوصية إن أخذت الاقتراح على محمل الجد، فسيتم القضاء بشكل كبير على مشكل الاختناق المروري بالمنطقة، داعين في ذات الوقت الوزارة الوصية إلى تجسيد المشروعين على أرض الواقع في القريب العاجل.