الذاكرة بين الماضي والحاضر

الجزائر وفرنسا تحييان الذكرى 80 لمجازر 8 ماي 1945 بمشاركة برلمانيين فرنسيين

الجزائر وفرنسا تحييان الذكرى 80 لمجازر 8 ماي 1945 بمشاركة برلمانيين فرنسيين

استقبل وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، مساء الخميس، وفدا برلمانيا فرنسيا في زيارة تاريخية للجزائر، وذلك للمشاركة في إحياء الذكرى الثمانين لليوم الوطني للذاكرة، والذي يصادف 8 ماي 2025، وهو اليوم الذي تذكر فيه الجزائر المجازر التي ارتكبتها القوات الاستعمارية الفرنسية ضد الشعب الجزائري في عام 1945.

وقد وصل الوفد البرلماني الفرنسي، إلى الجزائر في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وكان في استقبالهم الوزير ربيقة، الذي أشار في كلمته إلى أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، وفي فتح قنوات الحوار حول قضايا الذاكرة التاريخية، وهو موضوع حساس ومؤثر في العلاقة بين البلدين.

 

زيارة المتحف الوطني للمجاهد

وشملت الزيارة برنامجا ثقافيا وتاريخيا هاما حيث قام الوفد البرلماني الفرنسي بزيارة المتحف الوطني للمجاهد في الجزائر العاصمة. وقد استمتع الوفد بجولة في مختلف أقسام المتحف التي تسلط الضوء على مراحل تاريخ الجزائر منذ المقاومة الشعبية في القرن التاسع عشر، مرورا بالحركة الوطنية، وصولا إلى ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 التي قادت البلاد إلى استقلالها في عام 1962. وقد أبدى أعضاء الوفد البرلماني اهتماما بالغا بالمقتنيات التاريخية التي تعكس معاناة الشعب الجزائري تحت الاستعمار الفرنسي، وكذلك النضال المستمر ضد الاحتلال. كما تعرف الوفد على تفاصيل عمليات القمع الوحشية التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء في حادثة 8 ماي 1945، والتي تعد من أكثر الصفحات دموية في تاريخ الجزائر الحديث.

 

التوقيع في السجل الذهبي

واختتم الوفد الفرنسي زيارته للمتحف، بزيارة قبة الترحم، حيث قام بتوقيع انطباعاته في السجل الذهبي للمتحف، في إشارة إلى تقديرهم واحترامهم للتاريخ المشترك بين الجزائر وفرنسا. وتعتبر هذه الخطوة رمزا للحوار والتفاهم حول الماضي المشترك، رغم الجراح التي لا تزال قائمة، وتأصيلا لمبدأ الحقيقة والاعتراف بحقوق الشعب الجزائري.

 

موقف الجزائر من الذاكرة المشتركة

وفي تصريح صحفي، أكد الوزير العيد ربيقة أن إحياء الذكرى 80 لمجازر 8 ماي هو خطوة هامة في مسار الاعتراف بحق الشعب الجزائري في استرجاع ذاكرته التاريخية، وتأكيدا على ضرورة الاعتراف الفرنسي بما تعرض له الجزائريون من مظالم طيلة سنوات الاستعمار. وأشار إلى أن الجزائر تأمل في أن تساهم مثل هذه الزيارات في تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في القضايا المتعلقة بالذاكرة والتاريخ المشترك، بما يساهم في بناء علاقات أفضل وأكثر شفافية. كما تأتي هذه الزيارة في إطار استراتيجيات الجزائر لتعزيز الوعي بالذاكرة التاريخية، حيث تسعى الدولة الجزائرية إلى تأكيد حقوق شهدائها الأبرار وتوثيق مواقفها الثابتة حيال ما جرى في الماضي. وبينما يبقى ملف الذاكرة مفتوحا، فإن مثل هذه الزيارات تعد خطوة إيجابية نحو بناء علاقة أكثر فهما واعترافا بين الجزائر وفرنسا.

إيمان عبروس