قال تعالى ” قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ” الزمر: 15، مَنْ كان عاجزًا عن إصلاح نفسه، فهو عن إصلاحٍ غيره أعجزُ! قد سخَّر الله الكون كلَّه لخدمتك، فاعرِف قيمة نفسك وعظمتك، ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” الإسراء: 70. كم من الوقت تقضيه في العمل على نفسك؟ منذ متى كان آخر كتاب قرأتَه؟ ما المهارة الجديدة التي تعلَّمتَها أو المعرفة التي اكتسبتَها خلال الأسبوع الماضي؟. إن جميع الناجحين لديهم الوقت نفسه الذي تملِكه أنت، لكنها فقط مسألة أولويَّات، لقد خُلِقْتَ لتكون مبدعًا، في يدك ثروة كبيرة لا تعرِف للأسف قيمتها، وبداخلك طاقة جبَّارة لكنك تضيعها. كن قائدًا لنفسك، وأقوى ناقدٍ لها، اجعل منها شخصًا أفضل، أكثر نجاحًا، وأكثر إبداعًا، ستنجز أشياء تندهش كيف حصَّلتها فيما بعد. إن أهدافك ليست مجرد أحلامٍ وخيالات؛ بل هي أمنيات يجب أن تراها محقَّقة على أرض الواقع. لا تنتظر مديح الناس وثناءهم، فتظل تستجدي التصفيق والدعم منهم أبَدَ الدهر؛ بل استمدَّ قوَّتَك وعَزْمَك من ربِّك، وكن قويًّا صبورًا، ولا تُذِلَّ نفسَك أبدًا. لا تسمَح لأحدٍ أن يعبث بوقتك، أو يثبِّط من عزيمتك، أو يَسرق حُلمَك، ضعْ لنفسك خطة تنمي فيها قُدْراتك ومواهبك. اكتشِف اهتماماتك وهواياتك، وادَّخِر جُزْءًا من مالك للإنفاق عليها وتطويرها، ركِّزْ على الأهمِّ، ولا تُهدِر طاقتك الثمينة في الغثِّ التافه. تسلَّح بالعلم، وتجمَّل بالحلم، وتزيَّن بالتقوى، أحسِن استثمار بيتك وأولادك كما تستثمر مالك وشركاتك، وكما يعمل الليل والنهار فيك فاعمَل أنت فيهما. اشغل نفسك بالحق؛ لئلا تشغلك بباطلٍ، وقُدْها لئلا تقودَك هي في بحر الضياع، وتُغَيِّبَك في غياهب الأطماع، فتجد نفسك وقد ارتفَع الكُلُّ وسفلت، ونهض الكل وعثرت، ألا فابدَأ بإصلاحها الآن، ولا تكُن من الغافلين.
الدكتور زيد بن محمد