منبر الدعاة.. إسعاد الفقراء في رمضان

منبر الدعاة.. إسعاد الفقراء في رمضان

مما لا شك فيه أنَّ الفرْحة تغمر الفُقراء، والبَهْجة تُزيِّن حياتهم؛ لقدوم شهر رمضان، فرمضان شهر لتعزيز التراحُم بين المسلمين، وهو بالنِّسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، مما أعطى الله الأغنياء، وفتح لهم من أبواب الرِّزق الواسع، والنِّعَم الكثيرة. ينتظر الفقراءُ شهر رمضان من العام للعام؛ لاعتبارات كثيرة: فلأنه شهر الخير والإنفاق؛ حيث لا يجد بعضهم الفرْصة للاستفادة مما ينفقه المسلمون إلا في هذا الشهر الكريم؛ لأن بعض المسلمين لا يُخرج ماله إلا في رمضان، فهو شهرُ المسارَعة إلى الخير، وفِعْل الطاعات، والإنفاق في سبيل الله. وبعضهم يستقبل الشهر بالتوبة، والإنابة، والإقبال على الصلاة، والذِّكر، وقراءة القرآن، فهؤلاء نصيبُهم من الخير كبيرٌ؛ لأنَّ رغبتهم في عطْف الأغنياء عليهم لا تنسيهم الحكمة من فرض الصوم، ولا تلهيهم عن ذِكْر الله وعن الصلاة. كما يحتاج الفقراء إلى رمضان القادم أكثر من احتياجهم إلى هذا الشهر في الماضي؛ لغَلَبَة الفقر، وارتفاع الأسعار، وانتشار الأزمة الاقتصادية العالمية، مما كان له تأثيره على هذه الفئات الضعيفة أولاً قبل غيرهم من الناس. أيها الأغنياء إنَّ الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله عز وجل إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لِمَن يشاء، والصدقة تُطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماءُ النار؛ قال تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” البقرة: 261. إن الفرصة قادِمة ومهيَّأة لكم؛ لتنالوا من البَرَكات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرِّروا أنفسكم من الشُّحِّ، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان، ولا تَتَبَرَّموا إن قصدوكم بالسؤال، وضعْف الحال، فإسعاد هؤلاء الفقراء سبيل إلى رضوان الله والجنة.

 

الأستاذ احمد بن صالح