منبر الدعاة.. أفضل الصدقة

منبر الدعاة.. أفضل الصدقة

قال تعالى ” مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” البقرة: 261.  يروي ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارِسُه القرآن، فلَرسولُ الله أجودُ بالخير من الريح المرسَلة” رواه البخاري. أرأيت كيف أن علوَّ نفس رسول الله في درجات الروحانيَّة مع روحانية لقاء جبريل عليه السلام، مع روحانية تلاوة القرآن الكريم، فيجود صلى الله عليه وسلم كالريح المرسلة، لا يُبقِي على شيء، وكذلك أثر العبادة الخالصة في نفوس العابدين. وصحَّ عن رسول الله أنه قال: “إن لله ملَكينِ يُناديانِ في كل صباح، يقول أحدهما: اللهم أَعطِ منفِقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أَعطِ ممسكًا تلفًا” رواه البخاري .

فكلما أنفَق العبد أخلَفَ الله عليه ببَسْطة في الجسم، وراحة في البال، وسَعة في الرزق، وشفاء من الأمراض، قال تعالى: ” وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” سبأ: 39. فقد كان أبو بكر الصدِّيق يتصدَّق بماله كلِّه، وعمرُ ينفق نصف ماله، وعثمانُ جعل ماله في مرضاة الله، جهَّز جيش العُسرة، واشترى بئر رومة، وكان عليٌّ كرم الله وجهه يقول: “لأنْ أجمع ناسًا من أصحابي على صاعٍ من طعام أحبُّ إليَّ من أن أخرج إلى السوق فأشتري نسمة فأعتقها”. وكان عبد الرحمن بن عوف غنيًّا موسرًا، فتصدَّق مرة واحدة بسبعمائة جمل على فقراء المدينة. وكان زين العابدين يحمل الدقيق ليلًا على كتفه؛ ليطرق بيوت الفقراء بعد أن يترك الدقيق، فإذا خرجوا وجدوا الدقيق ولم يجدوا المتصدِّقَ، ولم يعرف الناسُ هذا الرجلَ إلا بعد أن مات. ومن فوائد الصدقة:

– أنها طهارة للمال: قال تعالى ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ” التوبة: 103،

– أنها تُطفِئ غضب الله: فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ” الصدقة تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئ الماء النارَ”.

– أنها علاج للأمراض والأزمات: قال صلى الله عليه وسلم ” داوُوا مَرْضاكم بالصدقة “.