فجأةً تأتي القصيدةُ
مِن الموضعِ الذي كنتَ ردمتَهُ بالقُطَب
ويُخرِجُ لكَ كراسيهِم المعطوبةَ
حتّى يغدو الكونُ حانة.
فجأة يتقدّمُ الجِدارُ خطوتينِ
ليُطِلَّ الطّيفُ الذي كنتَ تبحث عنه في الخزانة
وتحت السّرير وفي حذائك
فجأة تتنحنح الزّوايا، ويبدأُ الباب بالسّيرِ نحوَكَ
ينظر إليكَ برجاءٍ لتعانقَه
فهو مثلكَ متعبٌ من الذينَ صفعوه ولم يعودوا للاعتذار.
فجأةً تقيمُ الكتبُ حفلتَها التّنكريّةَ بملابسِك
وتُمسي ضيفا على أشيائك
فجأة يراقصكَ الغُبار ويدسُّ يدكَ في أعقابِ
سجائرك التي صنع بها كتفيه،
وأنتَ تلقي خطواتِكَ اعتباطا على الرّمادِ المصنوع من آخرِ حكايةٍ أحرقتَها
تنبتُ الطّرقات كالأشجارِ حولكَ
وتمتلئُ عيناكَ بالمنظرِ الذي كنتَ قد رأيتهُ سابقا
في منام سوريالي..
فجأةً تستلقي في علبةِ الذكرياتِ التي أصبحتْ بحجم قارِب
وتفكّر في الطّيرانِ لكنّ الماءَ لا يُسعِفُ أجنِحةً تمشي بقدرِ المسافة!
يتعبكَ الخوضُ في أن تفهمَ
لكنْ، فجأةً تنسى
وتعودُ إلى مكانكَ الأوّلِ تتلمّسُ بأصابعكَ المرتعشةِ خيوطَ قلبِكَ
التي فكّتْها الوَحدةُ، في محاولةٍ منها
لتُداعِبَكْ.