جاءني الخريف الأشقر
يحمل في ثوبه الأوراق الميتة
نثر أمامي آخر وردة
ما زالت تحيا
بين أحضان العود الأسمر
وأغنية الوداع
ما زلت أحفظها
ما زالت تعيش في ذاكرتي
تلوث نهر الدموع فيصير الدمع أصفر
ما زلت أرسم شمس الغروب
البحر الأزرق
الموج الأبيض
ولون شعرك القسطلي وفستانك الأحمر
منذ تلك اللحظة
غادرت هذا العالم
سافرت إلى مملكة العتمة
بين الظلمة الشوق إليك يكبر
نافذة غرفتي تفترش التلال
وأنا أركب عربة الصباح
لأشم عطرك رمته النسمات
وآخر نسمة ماتت بين أزهاري قبل أن تزهر
الدم في أوردتي هادئ
والقلم ينسج لك أحلى قصيدة
وأزرار قميصك انفلتت
بين المساء والسماء تمطر
في مملكة العتمة
أقيم الصلوات
لأتحرر من قساوة حكمك
وأعاتب قلبك الذي أمكر
أيتها السليطة
ما زلتي تقتحمين أحلامي
وصرختي الصامتة دوت بداخلي
صمتي عجز أن يلمني فراح يبوح ويجهر
بن عطية حكيم – الدويرة-