التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وهو ما يجعل الشخص أو المستخدم له حرية اختيار المسار الذي يميل إليه، فهناك من يعتبرها وسيلة للترفيه والتسلية، في حين يعتبرها البعض الآخر سبيلا لتطوير نفسه ومهاراته وقدراته، وهنا يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت المتنفس الوحيد لأصحاب المواهب الشابة، والذين وجدوا فيها ملاذا جديدا ينشرون من خلاله ما جادت به أناملهم، حيث أصبح الكثير من الكتاب ينشرون نصوصهم في المجموعات والصفحات الأدبية والثقافية، وكذا المجلات الإلكترونية التي استطاعت أن تفرض وجودها وتحظى بقرائها ومتابعيها الذين أصبحوا يميلون لقراءة ما ينشر عن طريق هواتفهم وحواسيبهم.
من جهة أخرى، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت همزة وصل وطيدة تربط بين مختلف الفئات العمرية والأجناس الأدبية، من خلال الاحتكاك بذوي الخبرة والموهبة التي تحتاج دوما للصقل والتطوير، وهو ما ساهم إلى حد كبير في تبادل الآراء والأفكار الخلاقة وإضفاء الجديد دوما من خلال ابتكار توليفة فريدة من نوعها بين جيل الأمس وجيل اليوم، حيث صار باستطاعة الكاتب أن يتعرف على ردود متابعيه وقرائه وتلقي بعض الملاحظات والانتقادات البناءة التي من شأنها أن تثري وتنقح ما يخطه قلمه، خاصة في ظل قلة الملتقيات الأدبية وعدم التمكن أحيانا من تلبية بعض الدعوات، لتصبح هذه المواقع ملتقيات ومنتديات تطرح من خلالها الكثير من الأفكار والمستجدات التي قد تتجسد على أرض الواقع، لكن هذه الأخيرة أيضا لها سلبياتها في ظل بروز فئة غريبة تدعي الموهبة والتميز في حين أنها تقتات من نصوص الآخرين وتقتبس من كتاباتهم دون التصريح بذلك والمشاركة في الكثير من المسابقات بنصوص غير منسوبة لأصحابها الحقيقيين، وهو ما يندرج تحت عنوان السرقة الأدبية التي أصبحت شائعة مؤخرا في ظل غياب قوانين رادعة وآليات تمنع من خلالها هذه السلوكيات.
من جهة أخرى، فإنه أحيانا نجد أولئك الذين يثبطون عزيمة الآخرين من خلال توجيه لهم انتقادات لاذعة لا تخدم صاحبها، وتقلل من شأن كتاباته التي يعتبرها البعض مجرد خربشات أو مجرد حبر مسكوب على ورق دون العمل على توجيه مساره.
مليكة هاشمي