مليكة هاشمي تكتب عن الكتاب الورقي

مليكة هاشمي تكتب عن الكتاب الورقي

في ظل تعدد دور النشر وظهور الكثير من الكتاب الشباب والمبدعين، وإلى جانبهم بعض الهواة الذين يميلون للكتابة، فإنه أصبح ذلك الهوس والتسرع لإصدار كتاب خاص والترويج له، بغض النظر عن مضمونه ومحتواه، مع العلم أن الكاتب نفسه يعلم بمستواه الحقيقي ويدرك نقاط ضعفه، كما يعلم كثرة الأخطاء النحوية والإملائية التي تشوبها نصوصه، لكنه يصر على نشرها دون أن يحاول تحسين مستواه وتطوير مهاراته، وهو ما أدى إلى ظهور الكثير من الإصدارات في الآونة الأخيرة والتي تظل مكدسة بالمكتبات والمعارض الدولية، حيث تحولت بعض دور النشر إلى ما يشبه السوق السوداء، تهدف من خلال ما تنشره إلى الربح المادي فقط، وبروز اسمها في المحافل الدولية مع عدم الاكتراث لجودة ما تقدمه للقارىء الذي أصبح يختلف كثيرا عما مضى، فهو الآن أكثر انفتاحا وتطلعا ومن الصعب إرضاء فضوله وحبه للمعرفة و الثقافة، ليحدث أحيانا أن تقتني العديد من الكتب، لكنك لا تجد ما يحثك على قراءتها، مجرد كلمات مبعثرة وتعابير ركيكة وأفكار غير متسلسلة، لتقع في فخ سياسة التسويق والترويج الذي يتم انتهاجه، لكن للأسف يصعب للكاتب أن يقتنع أن إصدار كتاب ليس إنجازا في حد ذاته، بل الأهم أن يكون ما يكتبه يستحق القراءة و يضفي بإبداعه ذلك التميز في الساحة الأدبية والثقافية، ليصل بنا الأمر أحيانا لنفكر أن عدد الكتاب صار يضاهي عدد القراء، لكل شخص منا ذلك الطموح والميول للكتابة و الإبداع، لكن نتجاهل أنه علينا تطوير كتاباتنا وتنقيحها قبل تقديمها للقارىء على شكل كتاب، حيث نجد عزوف القراء عن اقتناء الكتب الورقية واعتمادهم على الكتب الإلكترونية التي أصبحت تعرف رواجا مهما مؤخرا في ظل التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى غلاء أسعار بعض الكتب الورقية المشهورة، وفي الأخير فإنه يبقى على كل من الكاتب ودور النشر مسؤولية كبيرة في إثراء الساحة الأدبية بما يخدم الجانب الثقافي والمعرفي ويتماشى مع ميولات القراء.