” ملكة الآهاتْ .. “

” ملكة الآهاتْ .. “

أطْلقت آهَتها الأولى

صَرختها لم تَتوقّف

أنِين اليَاسمين

وصمتٌ دونَ كلماتْ

أطلقت آهتها الثانية ..

رفيقتِي محبوبتِي ..

تَستجمعُ أوراقهَا

تُلملِمُ جِراحَها ..

قلبٌ كله همّ

ودمعُ العينِ يَسيلْ

اشتقتكِ أمّاه ..

اشتقتكَ أخي ..

اشْتقتكما

وقد استعجلتُما الرّحيلْ

غُربتِي طالتْ ولا زالتْ ..

والعيشُ لم يعدْ يُجدي

رُحماكَ ربّي ربّ السّماواتْ .

آهـاتٌ و آهـاتْ ..

أيّها الحُزن ابتعدْ عنها

دَع جُرحها يُزيل همَّها

رِفقاً بها .. رفقاً بها ..

يكفيها آلاماً يكفِـيها

يكْفيها دمْعاً وما يُبكيها

هَمْسة دَافئة

تَحمل عبق أنفاسِها

رغم كل المُشكلاتْ

مَضتْ بكل خطواتْ

خطواتٍ مُتثاقلة ..

تمرّ بكل الطّرقات .

إيلامٌ من مُقلتيها

وعلى وُجنتيها

آثار السيّدات الباكياتْ ..

كأنها حمامة مُسافرة

كأنها عُصفورةٌ مُهاجرة ..

تطير في السّماءْ

تستوطن الشَّمس

ونُورها بين طلوعٍ واختفاءْ

بسْمة مُشرقة ..

سُرعان ما تشتعلْ

فتبهت وتَختفي

كأنها أسيرة الذكرياتْ .

حَبيبتي حَبيبتي ..

كل السّنوات تَبدأ بك ..

كل السّنوات تنتهي مَعك ..

كُنتِ أميرتي فيما مضَى

وستبقينَ كذلك

في العام الذي سيأتي

يامَصدر الشّوق

في البساتين فُوحِي ..

وفي مِساحاتِ الزّمن الحاضرْ

كُوني دواء لكلّ جُروحِي ..

فغداً يومٌ أجملْ

سرّاً أو علناً

فتاكِ فداكِ يا ملكة الآهاتْ .

 

بقلم: عز الدين لخضر الزين/ وامري المدية