تعد عمليات التلقيح الصناعي من أكثر العمليات المرتبطة بعاطفة ثرية في إجرائها؛ حيث يذهب الزوجان بكم كبير من الأمل في الحصول على الذرية والاستمتاع بنعمة الأبوة والأمومة، وفي نفس الوقت يكون لديهم قدر
لا بأس به من الخوف.
أسباب الخوف من العملية
ترجع أسباب الخوف عند المتزوجين من عملية التلقيح الصناعي إلى سببين رئيسيين: الأول هو الفشل في إجراء عملية التلقيح الصناعي، والثاني هو الذعر من إجراءات العملية في حد ذاتها نتيجة الجهل بها، لذا سوف نأخذ فكرة سريعة عن التلقيح الصناعي.
ما هو التلقيح الصناعي؟
بشكل عام فإن الفكرة الأساسية لإجراء التلقيح الصناعي هي أن يستخدم أنبوب مرن رقيق (قسطرة) لوضع الحيوانات المنوية من الزوج إلى الجهاز التناسلي للمرأة؛ حيث أن ذلك بالنسبة لبعض الأزواج الذين يعانون من مشاكل العقم قد يمكنه من تحسين فرص الحمل.
مراحل التلقيح الصناعي:
المرحلة الأولى:
قبل التلقيح عادة ما يتم تنقية وتركيز الحيوانات المنوية؛ حيث أن وضع الحيوانات المنوية غير منقاة مباشرة في الرحم يمكن أن يسبب تقلصات شديدة.
يتم التركيز عن طريق اختيار انتقائي للحيوانات المنوية الأكثر نشاطاً والسليمة التي تمتلك فرص نجاح أكبر في تخصيب البويضة.
المرحلة الثانية:
التلقيح داخل الرحم عن طريق إيصال الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة وقت حدوث التبويض، يتحقق هذا بواسطة أنبوب مرن رقيق، يدعى قسطرة، يتم تمريرها من خلال المهبل ثم عنق الرحم وصولاً إلى الرحم، بعد ذلك يتم ضخ الحيوانات المنوية المأخوذة من الزوج، وغالباً ما يتم جمع ذلك مع إعطاء أدوية محفزة للتبويض لزيادة عدد البويضات السليمة.
كيفية إجراء عملية التلقيح الصناعي:
يمكن الإشارة أيضاً إلى وضع الحيوانات المنوية في المهبل أو عنق الرحم، وذلك بالتزامن مع مرحلة التبويض الشهرية لدى الزوجة. بعد ذلك تقوم الحيوانات المنوية بالانتقال عبر الجهاز التناسلي وصولاً إلى قناة فالوب، حيث يقوم أحد الحيوانات المنوية بتخصيب البويضة الناضجة. تؤخذ الحيوانات المنوية من الزوج، وغالبا ما يتم الجمع بين ذلك مع إعطاء أدوية محفزة للتبويض لزيادة عدد البويضات السليمة.
وقت إجراء عملية التلقيح الصناعي:
يتم أخذ الحيوانات المنوية من الزوج وحقن الزوجة بها أثناء فترة التبويض الشهرية لدى الزوجة. وتتم هذه التقنيات في العيادة الخارجية ولا تتطلب سوى وقت قصير، قد تتعرض الزوجة للتقلصات أثناء الإجراء، خاصة إذا تم إدخال الحيوانات المنوية في الرحم، قد تنصح الزوجة بتجنب الأنشطة الشاقة للفترة المتبقية من اليوم.
أسباب اللجوء إلى التلقيح الصناعي:
يمكن أن يتم التلقيح داخل الرحم أو التلقيح الصناعي في الحالات التالية: – إذا أظهرت الاختبارات عدم وجود سبب لعقم الزوجين.
– عقم غير مفسر.
– رجل يطلق السائل المنوي والحيوانات المنوية إلى المثانة بدلاً من الخروج من القضيب.
– القذف إلى الوراء، ويتم جمع الحيوانات المنوية، وتنقيتها، وتستخدم للتلقيح.
– غياب الحيوانات المنوية عند الرجل، أو انخفاض في كميتها أو جودتها، في هذه الحالة، قد يوصي طبيبك بتجريب الحقن المجهري.
– إذا كان هناك مشكلة بعنق الرحم للمرأة، كنتيجة من جراحة سابقة مثلاً، تمنع الحيوانات المنوية من المرور خلالها.
نجاح العملية
نجاح العلاج يتأثر بشدة بعمر المرأة؛ حيث أن قلة إنتاج البويضات مع تقدم السن يقلل من معدل الحمل، ويزيد من خطر الإجهاض، من جانب آخر فإن معظم معدلات النجاح للعلاج تفترض اكتمال الحمل، وهي لا تعكس حقيقة أن بعض حالات الحمل تجهض، ففي أي مجموعة من النساء معدلات الولادة الحية هي أقل من معدلات الحمل خاصة في المراحل الأولى منه، وعلى الجانب الآخر إذا استبعدنا تحفيز التبويض من العملية، يصبح كل من التلقيح داخل الرحم، التلقيح الصناعي، والجماع في التوقيت المناسب يعطي معدلات متقاربة لحدوث الحمل.
علاج عقم الذكور:
للرجال ذوي الانخفاض الطفيف في معدلات الخصوبة، فإن التلقيح داخل الرحم أنتج معدلا مضاعفا للحمل (6.5 ٪)، وذلك مقارنة بتقنيات أخرى مثل التلقيح الصناعي أو الجماع في التوقيت المناسب (3٪)، محفزات التبويض لا تزيد فرصة حدوث الحمل إلا قليلاً عند استخدام التلقيح داخل الرحم مع الرجال ذوي الانخفاض الطفيف في معدلات الخصوبة؛ ويرجع ذلك بشكل أساسي لأن المشكلة في هذه الحالة تكون مرتبطة بالحيوانات المنوية أكثر من خلل التبويض.
علاج العقم المتصل بالتهاب بطانة الرحم:
في حالات العقم الناجم عن الالتهاب الخفيف لبطانة الرحم، فإن معالجة النساء باستخدام التلقيح داخل الرحم بالإضافة إلى محفزات التبويض ترتبط بمعدل مواليد أعلى بكثير من أولئك الذين لا يتلقون أي علاج.
مخاطر عملية التلقيح الصناعي
التلقيح جنباً إلى جنب مع محفزات التبويض يزيد من خطر الحمل المتعدد، حمل أكثر من جنين، والحمل المتعدد له خطورته لكل من الأم والأجنة.
إجراءات التلقيح تشكل خطراً طفيفاً للعدوى
-بعض النساء تعانين من التشنج الشديد و التقلصات أثناء التلقيح.
– هناك خطر طفيف لثقب الرحم أثناء التلقيح داخل الرحم.
– هناك خطر طفيف من متلازمة فرط التبويض إذا تم استخدام محفزات التبويض مع التلقيح.
– هناك زيادة نسبية في مشاكل الولادة ترتبط بحالات التلقيح الصناعي، لذا من المهم التحدث مع طبيبك حول هذه المخاطر المحتملة.
أعراض الحمل بعد التلقيح الصناعي:
– الشعور بالإرهاق والإغماء.
– آلام شديدة ومتكررة أسفل منطقة البطن.
– تقلصات في البطن نتيجة تغير الهرمونات، تشبه تقلصات الدورة الشهرية لكنها أكثر ألماً.
– حدوث انتفاخ.
– التلقيح الصناعي الخيار الأنسب، ما يجب تذكره هو أن إجراءات التلقيح هي أبسط وأقل الطرق تكلفة، مادياً و صحياً، للمساعدة على الإنجاب؛ حيث أنه ليس هناك حاجة إلى التخدير أو العمليات الجراحية .
ق. م